ركز اليوم العالمي للصحة النفسية هذا العام على مرض (الفصام) الذي يعتبر من الناحية الطبية اضطرابا حادا في الدماغ يتأثر الشخص المصاب به في التفكير، والتصرف، والتعبير عن مشاعره، ورؤية الوقائع والعلاقات المتبادلة بينه وبين المحيطين به، ويصيب الفصام 7 من ألف من السكان البالغين في العالم، معظمهم في الفئة العمرية (15 35 عاما)، كما يصيب حوالى 24 مليون شخص على نطاق العالم . بحسب استشاري الطب النفسي الدكتور محمد عبدالله شاووش أن هناك عدة عوامل لأسباب المرض منها: حيوية بيولوجية، حيث هناك نشاط في زيادة المستقبلات العصبية لمادة الدومامين والسيروتوين والقوتاميت ومستقبلات عصبية أخرى، وهناك أسباب وراثية تورث الاستعداد للمرض ويصل إلى إصابة المريض بنسبة تصل إلى 10% بينما تزيد النسبة عند إصابة الأبوين إلى 40% أما عند إصابة أحد الوالدين فتصل إلى نحو 12%. ولفت الدكتور شاووش إلى أن أعراض المرض تنقسم إلى الأعراض الإيجابية (الذهانية) والأعراض السلبية والأعراض الإيجابية وهي وجود (الضلالات أو التهيؤات) أو مايعرف بالمعتقدات الخاطئة التي يؤمن بها المريض، لكنها غير حقيقية للآخرين كالإحساس بالمراقبة والتجسس أو الشعور بالذنب أو الإحساس بالتحكم على الذات، ويندرج تحت ذلك العديد من الأشكال كالاعتقاد بأن الآخرين يقصدونه بكلامهم أو إيماءاتهم أو أن الآخرين يستطيعون أن يعرفوا أفكاره إلى غير ذلك ، كما يحس المريض بوجود (هلاوس) تتعلق بالحواس الخمس، فقد يسمع أصواتا أو يرى صورا أو يحس أو يطعم أو يشم شيئا ليس له حقيقة، كما يظهر على المريض اضطراب التفكير والكلام، فيصبح غير مركز في كلامه ويكون الكلام مفككا غير مترابط. كما تظهر بعض الأعراض مثل أن بعض المرضى قد يظهر عليه اضطراب المزاج فقد يكون انفعاليا عدوانيا أو متبلد المشاعر أو أن انفعالاته لاتناسب واقعه الذي يعيش فيه وقد تظهر على المريض اضطرابات حركية كعدم الاستقرار أو تكرار حركات محددة أو تخشب أما الأعراض السلبية فتتمثل في الانسحاب الاجتماعي والعزلة عن الآخرين وقلة الأفكار والكلام وعدم الاكتراث للعلاقات العملية أو الأسرية أو الاجتماعية مع عدم الاهتمام بالواجبات أو النظافة الشخصية وفقدان المثابرة والطموح والحيوية، وفي الغالب يكون المريض فاقدا للبصيرة فلا يعرف أنه مريض وقد يرفض العلاج وهناك أعراض كثيرة أخرى، عن الآخرين وقلة الأفكار والكلام وعدم الاكتراث للعلاقات العملية أو الأسرية أو الاجتماعية مع عدم الاهتمام بالواجبات أو النظافة الشخصية وفقدان المثابرة والطموح والحيوية. وخلص الدكتور شاووش إلى القول: إن استخدام الأدوية المضادة للذهان يعد الخطوة الأولى في العلاج كما هو الحال في جميع الأدوية، وقد تظهر بعض الأعراض الجانبية كزيادة النوم والوزن ورعشة الأطراف وأعراض أخرى، وتختلف من دواء إلى آخر ومن جرعة إلى أخرى، وهي أعراض بسيطة ويمكن السيطرة على بعضها وفي العموم تعتبر الأدوية الحديثة أدوية آمنة جدا على الجسم حتى بالاستخدام طويل الزمن إذا كانت هناك متابعة للطبيب والتزام بالنصائح فيما يخص استخدام الدواء.