تقلد الرئيس فؤاد معصوم أعلى المناصب في الدولة العراقية واستطاع تحقيق الكثير من الإنجازات، فقد قام بزيارة ناجحة إلى المملكة العربية السعودية وحقق بها نتائج عظيمة ستكون فاتحة خير للبلدين والأمة العربية. لقد جاءت هذه الزيارة في أعقاب انتخابات عام 2014م، عندما قررت حكومة حيدر العبادي إصلاح السياسات الخاطئة التي ارتكبتها الحكومة السابقة، بإقصائها أجزاء من مكونات الشعب العراقي، وأسرفت في القتل والتنكيل، فنجم عن ذلك وجود حاضنة لدولة الإرهاب التي احتلت ثلث الأراضي العراقية، فأفاق العالم على أن الظلم هو الذي يورث الإرهاب. نتيجة لذلك أصبحت الدول المجاورة ودول العالم في دائرة التهديد بالاحتلال أو بالأعمال الإرهابية، وبالفعل استطاع «داعش» الإرهابي أن يحتل شطرا كبيرا من سوريا بسبب توفير الملاذ الآمن الذي وفره النظام الذي أمعن في ظلم شعبه، لكن دولة الإرهاب فشلت في التمدد تجاه كردستان بسبب العدالة التي يوفرها الإقليم لشعبه. والمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كانت ولا تزال حريصة على أمن واستقرار العراق وإبعاده عن الحرب الأهلية والفكر الطائفي، وكان من ثمار ذلك نجاح زيارة الرئيس فؤاد معصوم إلى المملكة، وعودة العلاقات بين المملكة والعراق في جميع الميادين لأن القيادة الجديدة في العراق قبلت النصائح وستسير عليها فتتحسن الأوضاع مع شعبها ومع المملكة، ويعم السلام والوئام بين الدولتين الشقيقتين وبقية دول المنطقة التي تتطلع إلى السلام العادل والشامل. إن العراق لم يقف يوما على حافة التاريخ، بل هو من صنع التاريخ يوم كانت شمس الحقيقة لا تغرب عنه، لقد حكم معظم أرجاء العالم خمسة قرون، يومها نشر العدل والسلام، فكان لكل الطوائف والأديان، أفيتخندق اليوم في كهف من كهوف الطائفية؟ أم يعود فيشرق على العالم من جديد؟ العراق سيعود إلى العرب وسيعود قويا آمنا مستقرا كما كان في الماضي بعيدا عن الإرهاب والتطرف والفكر الطائفي وسيساهم في دعم التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب لاجتثاث تنظيم «داعش» وبقية التنظيمات الإرهابية من سورياوالعراق لكي يعود الأمن والسلام إلى العراق والمنطقة العربية. كما أن زيارة رئيس البرلمان العراقي الجبوري تعتبر نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين خاصة في جوانبها البرلمانية.