نجاحان حققتهما القيادة الحكيمة، الأول بتعزيز اللحمة بين دول مجلس التعاون الذي تحقق على يد خادم الحرمين الشريفين في لقاء الرياض البارحة الأولى وكان من أهم نتائجه عودة سفراء المملكة والبحرين والإمارات إلى قطر وهذا يعني عودة العلاقات الخليجية الخليجية إلى متانتها وقوتها. أما النجاح الثاني، حققه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي رأس الوفد السعودي في قمة العشرين التي اختتمت أعمالها في أستراليا، بالتشديد على أهمية دفع الاقتصاد العالمي خلال المرحلة المقبلة والتعاون في مجال الطاقة، وما لقيه من تأييد وإعجاب بتأكيده على حرص المملكة على المحافظة على التوازن الاقتصادي العالمي من خلال أسعار النفط وتأكيده على ضرورة تحقيق السلام في الشرق الأوسط. فبعد لقاء الرياض التاريخي والذي اتجهت إليه أنظار الشعوب الخليجية والعربية بحضور قادة وزعماء دول مجلس التعاون، انفتحت آفاق العلاقات الخليجية الخليجية فكان لدور خادم الحرمين الشريفين الأثر الأكبر في تعزيز اللحمة بين دول مجلس التعاون، وانتهى الاجتماع ببيان ختامي يؤكد ترسيخ روح التعاون الصادق والمصير المشترك الذي أعقبه انفراج في الموقف. لقد أشار البيان إلى وحدة دول المجلس ومصالحها ومستقبل شعوبها، فكان إيذانا بفتح صفحة جديدة من شأنها أن تكون مرتكزا قويا يدفع مسيرة العمل المشترك للانطلاق إلى كيان خليجي متماسك وهو ما تتطلبه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة التي تتطلب التكاتف والوئام لحماية الأمن والاستقرار في دول المجلس مما ينعكس على الدول العربية والمنطقة بأسرها. وقررت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، إعادة السفراء إلى قطر وهذا يعتبر خطوة إيجابية للغاية في مسيرة العلاقات الخليجية الخليجية. لقد تغلب صوت العقل والحكمة فعادت اللحمة الخليجية، فالقمة آثرت التمسك بالقيم والأهداف الاستراتيجية، وتركت التفاصيل تأخذ طريقها إلى الحل طالما أن السفراء سيعودون إلى قطر وستعقد القمة الخليجية المقبلة في الدوحة في الشهر المقبل. إن ما تشهده المنطقة من تعريض للأمن القومي العربي للخطر يتطلب تحصين البيت الخليجي من الداخل وإغلاق الطريق على أعداء الأمة الذين يتربصون بالمنطقة ويحيكون المؤامرات ضدها.. وستستمر دول الخليج في لعب دورها الإيجابي لنصرة الحق العربي ولجم الإرهاب ورفض تمدد الفكر الطائفي ومنع التدخل في الشؤون الداخلية في الشأن الخليجي.