أكد عدد من الخبراء المصريين أن اجتماع قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذى عقد أول أمس بالرياض، بناء على دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، سيكون له أثره في طي عدد من الخلافات العربية. وقال مساعد وزير الخارجية السابق، القيادى بالتيار الشعبى السفير معصوم مرزوق،، إن "القمة يمكن أن يكون لها أثرها الإيجابي في عدد من الملفات، على رأسها ملف العلاقات الخليجية- الخليجية، وهو ما عكسه قرار عودة سفراء المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين إلى قطر، بعد نحو 8 أشهر من سحبهم من الدوحة رسميا، ما يعني أن لديهم الأسباب والدوافع لذلك، التي ربما يكون منها تعهد القطريين بعدم التدخل في الشأن الداخلي لدول الخليج. أما بالنسبة إلى ملف العلاقات بين القاهرةوالدوحة، فإن موقف مصر واضح منذ البداية، حيث أكدت في أكثر من مناسبة أن هناك علاقات مشتركة تربطها مع قطر، ولو غيرت الدوحة سياستها تجاه مصر، فإن القاهرة بدورها لن تمانع في عودة العلاقات بين البلدين". وقال رئيس اتحاد الغرف التجارية في مصر أحمد الوكيل، إن "اجتماعات الرياض من شأنها أن تهدئ التوترات والخلافات العربية، خاصة أن الفترة المقبلة ستشهد مشاركة رئيس غرفة قطر، في المؤتمر ال16 للمستثمرين العرب، الذي يأتي بعنوان "الاستثمار في مصر الاستثمار في المستقبل"، المقرر له يوما 23 و22 من الشهر الجاري بالقاهرة، وهي خطوة جيدة جاءت في توقيت كانت وتيرة العلاقات بين البلدين تسير في الاتجاه المعاكس". وأكد عضو المجلس الرئاسي لائتلاف الجبهة المصرية ناجي الشهابي، ترحيبه بتنقية الأجواء بين الدول العربية، خاصة بين دول مجلس التعاون الخليجي، مضيفا أن "قمة الرياض يمكن أن يكون لها مردود إيجابي على مجمل العلاقات العربية، ويجب أن تتبعها الدعوة إلى الوحدة العربية والعمل العربي المشترك، وأن تتضامن كل الدول العربية معا لمواجهة الأخطار التي تهدد الأمة العربية". وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير حسين هريدي، إن "قمة الرياض فتحت آفاقا أمام استئناف مسيرة مجلس التعاون الخليجي، كما اتفق عليه منذ إنشائه عام 1981، كما أن من أهم إيجابيات انعقاد قمة الرياض عودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى الدوحة قبل انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي المقبلة، وهي خطوة جيدة للشعوب العربية ولمصر خاصة، لا سيما أن الدوحة تجاوبت بشكل إيجابي مع مطالب السعودية والإمارات والبحرين، وكلها دول تتبنى مواقف داعمة لمصر، وبالتالي فإنها يمكن أن تصب في مصلحة تهدئة الأجواء بين مصر وقطر". بدوره، ارتأى المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي، أنه من المبكر الحديث عن تداعيات عودة سفراء دول الخليج إلى الدوحة على مجريات العلاقات المصرية القطرية، مضيفاً أن "القاهرة ليس من حقها التعليق على هذا الأمر، فهذا شأن دول الخليج، ومن الصعب القفز إلى نتائج في الوقت الحالي، فيما يتعلق بتأثير عودة سفراء دول الخليج في العلاقات بين مصر وقطر، ودعونا نتابع الأمر على أرض الواقع". .. والجامعة العربية ترحب بانتهاء الخلاف رحبت الجامعة العربية أمس، بنتائج اجتماع قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي عقد أول من أمس بالرياض، بناء على دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، إن "خلاصة ما توصل إليه هذا الاجتماع من نتائج مهمة ستسهم إلى حد كبير في تنقية الأجواء ودفع مسيرة العمل العربي المشترك في ظل الظروف الحرجة والتحديات الخطرة التي تواجه المنطقة العربية". وأعرب العربي عن فائق تقديره للجهود المخلصة التي بذلها أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح، ورئيس الدورة الحالية للقمة العربية، بالتعاون مع أشقائه قادة مجلس التعاون الخليجي، من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق لرأب الصدع وطي صفحة الخلافات، الذي سيكون له أثر إيجابي كبير في تعزيز مسيرة التعاون بين دول المجلس وعلى مجمل العلاقات العربية ومصالح شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها.