اعتبر عدد من المسؤولين والمختصين أن حكمة خادم الحرمين الشريفين وحنكته السياسية عجَّلت بعودة الوئام إلى البيت الخليجي، واستقرار مسار التعاون وتعزيز مسيرة التكامل والازدهار، بما يلبي تطلعات شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من لحمة متينة وتقارب وثيق. وقالوا إن اجتماع الرياض الأخير الذي جمع أبناء البيت الخليجي وأسفر عن عودة سفراء المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين إلى ممارسة عملهم في قطر، دليل على عافية الجسد الخليجي، وتقارب وجهات النظر وتغليب فكرة «الجماعية» التي كانت هي منطلق تأسيس مجلس التعاون، وأساساً متيناً تُبنى عليه مصالح شعوب دوله. ونوه أمير الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، بالدور الكبير الذي تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في دعم مسيرة التعاون الخليجي. وأوضح خلال استقباله مساء أمس الأول، في المجلس الأسبوعي «الإثنينية» الأمراء والعلماء وأهالي المنطقة، أن الجميع قد استبشر خيراً عند رؤيتهم قادة دول الكويت والبحرين والإماراتوقطر يجتمعون في الرياض بدعوة من قائد حكيم، وصدور البيان الختامي للقاء الذي كان قصيراً لكنه كان يحمل كثيراً بين طياته، مشيراً إلى أن إعادة سفراء المملكة والبحرين والإمارات إلى دولة قطر الشقيقة كان دليلاً واضحاً على عمق العلاقات ومتانتها بين الأشقاء قادة وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي. من جانبه، كشف نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي الفريق ضاحي خلفان ل «الشرق» عن امتنان الخليجيين وشكرهم لرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله المصالحة الخليجية، مؤكداً الدور الفاعل والرعاية الكريمة من الملك عبدالله، وما انتهت إليه القمة من مصالحة وتوادّ وتضامن. وأكد خلفان أن هذه المرحلة من العلاقات وإعادتها إلى سبيلها الحقيقي والمكان اللازم لهي مرحلة مهمة، وتبقى الآن مرحلة أهم من العمل الخليجي المشترك والمتضامن والمتحد في كل المجالات التعليمية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، موضحاً أن الرعاية رأبت صدع الخلاف الخليجي وأعادت الأشقاء الخليجيين للبيت الخليجي الواحد القائم منذ عشرات السنين على التواد والألفة والهم والمصالح المشتركة والمتبادلة بينهم. وأضاف أن المصالحة ستؤتي ثمارها، وأن المرحلة المقبلة تتطلب مزيداً من التعاون والتلاحم، وعلى كل الخليجيين سواء كانوا قيادات أو مسؤولين أو شعوباً أن يبذلوا الجهود الكبيرة لعكس الصورة الجميلة لأهل الخليج، وأن يكون الخليج سبَّاقاً على خارطة العمل، وليكن لدينا أهداف نعمل على تحقيقها لأن الهدف هو الوحدة والتعاون ضد أي تحديات والوصول إلى إسعاد المواطن الخليجي في كل المجالات ولتبقى دول الخليج مفتوحة للمواطنين الخليجيين؛ فالشعوب واحدة والوطن واحد والبيت واحد. وتقدم الفريق خلفان بشكره وعرفانه لخادم الحرمين الشريفين على ما يقوم به من أدوار مهمة ورعاية للمصالحة وعلى جهوده وإنجازاته في مجلس التعاون. كما شكر قادة دول الخليج على التفاعل والتصالح خاصة أن المرحلة المقبلة ستشهد منعطفات إيجابية. وأكد أستاذ القانون الدولي الدكتور عمر الخولي ل «الشرق» أن الدور الذي قام به خادم الحرمين الشريفين يشمل بعداً مميزاً في العلاقات الدولية والسياسة الإقليمية، وكانت تجربة مميزة ورائعة عكست دوره المهم كضمانة للوحدة ورأب أي تصدعات في العلاقات الخليجية الخليجية، فهو من نادى بتأسيس اتحاد خليجي وهو المسكون بهَمِّ الخليج الأمر الذي جعله، عبر جهود متواصلة مكثفة وحثيثة، يعيد ترتيب البيت الخليجي وعلاقاته إلى موقعها الطبيعي. ولفت إلى أن هذه الخطوات الحكيمة من القائد المحنك تشير إلى الدور الفاعل الذي ستُخلِّفه وحدة الصف الخليجي من متانة العلاقات بين دول المجلس، لمواجهة أي تحديات مقبلة لدول المجلس.