يعيش نادي الوحدة منذ سنوات عديدة ظروفا صعبة لم يغيرها تعاقب الإدارات عليه، ولذلك ظلت نتائجه دون مستوى الطموحات، وانفض جمهوره من حوله، وأصبح النادي يعاني ماديا وإداريا وفنيا، وقد قرأت حول أوضاع النادي عدة مقالات، منها ما كتبه الأخ الصديق إبراهيم عساس قبل أيام في جريدة المدينة الذي حدد في مقاله مكمن الداء ووصف الدواء وأتى بشواهد حية واستشهد برؤساء أندية أحياء تركوا النادي من قبل للأسباب نفسها، وهذه الأسباب تتمحور حول وجود تدخلات في الشؤون الإدارية والفنية في النادي بقصد إفشال أي إدارة تتولى مسؤولية النادي، ومثل هذه البيئة لو عانى منها أي نادٍ مهما كان مستواه وسجله في البطولات، فإن تأثره بتلك البيئة غير الصالحة لا بد أن يقوده إلى التراجع والفشل وتحقيق نتائج متردية وأسوأ ما في هذا الأمر أن خصوم الإدارات المتعاقبة الذين يدعون حبهم لنادي الوحدة لا يبالون في سبيل تحقيق هدفهم، وهو إفشال أي إدارة تستلم النادي أن يقوموا بما يؤدي إلى تحقيق ذلك الهدف، ومن ضمن ما نسب إليهم القيام به التأثير على اللاعبين، وبالتالي على مستوى أدائهم وتحقيقهم للنتائج. لقد كان كبار رجالات مكةالمكرمة الذين يرعون شؤون النادي أمثال الأستاذ عبدالله عريف والأستاذ كامل أزهر رحمة الله عليهم يختلفون حول حب النادي اختلافا شديدا وكان لكل منهم رؤيته في طريقة إدارة النادي، لكنهم لم يكونوا يختلفون حول حبهم للنادي. وقد سمعت الرمز الوحداوي الأصيل الأستاذ علي داوود يتحدث بحسرة عن تلك الفترة الذهبية لنادي الوحدة مقارنة بالفترات الحالية، فذكر أنه خلال فترته في اللعب في الوحدة حارسا وهو بالمناسبة من كبار الحراس في المملكة والخليج العربي كان وزملاؤه اللاعبون تصلهم أخبار الخلافات المحدقة بين كبار النادي، ولكنه يقسم بالله أن أي أحد من أولئك الرجال الكبار أو غيرهم من محبي الوحدة في ذلك الزمن الجميل لم يفكر ولو مجرد التفكير بالتأثير على أحد اللاعبين بقصد إفشال الإدارة، كما أن أي أحد منهم لم يقم بأي خطوة مالية أو قانونية أو إدارية تؤدي إلى إلحاق الأذى بالإدارة؛ لأنه يعلم أن ذلك سوف ينعكس على النادي وعلى نتائج فرقه الرياضية، ويقول الأستاذ علي داوود على سبيل المثال إن اللاعب الكبير سعيد لبان رحمة الله عليه كان يرتاد ليليا مجلس الأستاذ الأزهر رحمه الله عندما كان رئيس النادي الأستاذ العريف رحمه الله وكان للبان ثقله في الفريق ودوره في تحقيق النتائج المشرفة وتمرير الكرات مقشرة جاهزة إلى زملائه الهدافين، ولكن اللبان رحمه الله لم يسمع كلمة واحدة من رئيس النادي السابق الأستاذ أزهر رحمه الله يحرضه فيها وهو شاب صغير في العشرين من عمره على عدم الجدية في اللعب نكاية في رئيس النادي، بل كان يحضه على بذل جهوده مع زملائه الآخرين، وكان يقول له «تكفى يا سعيد بيض الله وجهك»، بل إن الإداريين السابقين كانوا يلتفون حول النادي ويزورونه ويجالسون الإداريين واللاعبين قبل المباريات الكبيرة ويحثونهم على الصمود ويوعدونهم بالمكافآت؟، فأين هذه الروح، وأين الحب الحقيقي لنادي الوحدة مما نراه الآن من عداء سافر لكل إدارة لا هدف له إلا إفشال النادي ومن فيه، بل إن الأذى وصل إلى المساهمين بأموالهم لدعم النادي، كما حصل أمامي عندما حضرت زيارة الأمير نواف بن فيصل الرئيس السابق لرعاية الشباب، وكان الهدف من زيارته تفقد أحوال النادي والاجتماع مع الإدارة، ولكن بعض الغوغاء أخذوا يهتفون بكلمات بذيئة طالت أكبر ممول للنادي في تلك الفترة، وهو الشيخ صالح كامل الذي دفع من جيبه الخاص ما يزيد على عشرين مليون ريال لخزينة النادي لأنه مكاوي وحداوي، ولكن ابنه محيي الدين سمع من يشتم والده أمامه وأمام المسؤول عن الرياضة. فأي إدارة يمكن لها أن تنجح في قيادة نادٍ يحيط به غوغائيون لا هدف لهم إلا إفشال الإدارات؟ وهل يستطيع مثل هذا النادي تحقيق نتائج مشرفة، وإلى متى تظل رعاية الشباب تقف موقف المتفرج مما يحدث؟.