ودعت الساحة الرياضية الأسبوع الماضي واحداً من أبرز نجوم نادي الوحدة بمكةالمكرمة لاعب الوسط المايسترو وقائد الفرسان السابق (سعيد لبان) الذي ارتبط اسمه بالوحدة في الثمانينيات الهجرية ومثل منتخب المملكة ومنتخب المنطقة الغربية في مناسبات سابقة.. وكان أحد النجوم اللامعة التي ارتبطت أسماؤهم بآخر إنجاز تحقق لفرسان مكة يوم توجوا بآخر كأس للملك عام 1386ه عقب تغلبهم على فارس الدهناء - الاتفاق - في المباراة النهائية التي رعاها الملك فيصل رحمه الله بملعب الصايغ، وللحديث عن المشوار الرياضي لهذا النجم الراحل التقينا بعميد النقاد الرياضيين وشيخ المعلقين الأستاذ محمد عبدالرحمن رمضان (80 عاماً) فقال نصحت الوحداويين بضمه خشية هروبه للاتحاد أو الأهلي! وقعت عيني لأول مرة على اللاعب سعيد لبان (رحمه الله) أثناء مزاولته التدريب مع نادي العلمين بمكةالمكرمة بين عامي 76-1377ه وكان الفريق يضم مجموعة من اللاعبين المتميزين بصلابة الأجساد والطول الفارع وكان سعيد يراوغ هؤلاء العمالقة ويسجل أهدافاً لفريقه فأعجبت به كثيراً.. وتحدثت مع بعض أصدقائي الوحداويين ممن يملكون النفوذ لدى إدارة النادي بضرورة نقله لصفوف الوحدة خشية ان يهرب من العلمين إلى خارج مكةالمكرمة. مثل غيره من اللاعبين الذين تنازلت عنهم إدارة العلمين لصالح الاتحاد و الأهلي مثل علي الصغير وفلاته وبالفعل نجح الوحداويون في ضمه لصفوف الفرسان. وأقسم بالله أنني بكل خبراتي الكروية السابقة لم أر لاعباً يملك مهارات راقية جداً مثل «سعيد لبان».. كان رحمه الله يتجاوز الكثير من المدافعين الأشداء والنجوم أمثال حسن مجلجل وشاكر باحجري وغازي كيال برغم ضآلة جسمه ووزنه آنذاك لم يكن يتعدى (70 كجم) لكنك كمشاهد تشعر وكأن الكرة مربوطة بقدميه. سر تألق أبو يمن واللمفون لقد صنع سعيد لبان نجومية هدافين بنادي الوحدة أمثال عبدالله الحربي الشهير ب (أبو يمن) ومحمد لمفون كان يصنع لهم الكرات (المقشرة) داخل خط الستة وبامكان أي لاعب ناشئ ان يسجل منها هدفاً. واجه أعتى المدافعين سعيد لم يلعب أمام الدفاعات الضعيفة بل واجه أعتى المدافعين والحراس من أمثال أحمد عيد وعبدالله حجازي وغيرهم.. كان نجماً بكل مقاييس النجوم.. وأرى أنه أفضل مهارة من النجم الكبير سعيد غراب الذي تألق لأنه لعب بجانب لاعبين مهرة مثل عبدالرزاق وعبدالله بكر وعبدالمجيد رجخان وعمر رجخان قبل رحيله للأهلي.. بعكس (سعيد اللبان) الذي كان وحيداً في هجوم الوحدة ولا أبالغ إذا قلت أنه نجم فوق العادة. اللبان رمز لا ينسى كان قنوعاً يرضى بالقليل جداً.. وفي آخر أيام العم كامل أزهر أحد رؤساء الوحدة السابقين احتوى رحمه الله سعيد لبان فكان يقوم بقيادة سيارته بعدما ضعف بصره فكان اللبان (رحمه الله) خير مرافق للعم كامل أزهر. واجمالاً لا أنسى (سعيد) اطلاقاً وأعتقد ان من هم في جيلي لا ينسون نجوميته وإبداعاته في الملاعب.. يتذكرون مراوغاته وجسمه الافعواني اسألوا عنه علي داود وكريم المسفر وشاكر باحجري وعبدالمجيد بكر والكيال ومبارك أبو غنم وحتى المهاجم عبدالقادر كتالوج. صنع نجومية الأوزة وفرج لقد كان اللبان يتميز من الناحية المهارية باستلام الكرة من الظهير الأيمن أو الأيسر للوحدة ويسير بالكرة على طول الخط حتى يصل مرمى الخصم ويمررها لزملائه محمد طاهر (الأوزة) أو عبدالله (أبو يمن) أو محمد لمفون أوجميل فرج. ففي تلك الفترة كانت الجماهير لا تعترف إلا باللاعب الذي يسجل وأعتقد ان الحال مازال كما هو اليوم.. الجمهور يتذكرون ماجد عبدالله لكن ينسون يوسف خميس وعبدالله عبدربه ومحيسن الجمعان.. وفي الهلال يتذكرون سامي الجابر وينسون المصيبيح والتيماوي والتمياط (اخوان). تكريمه واجب على الوحداويين أرى ضرورة إقامة حفل تكريم خاص لنجم الوحدة الراحل سعيد لبان من أهالي مكةالمكرمة الميسورين مادياً أمثال الأستاذ صالح كامل وجمال التونسي.. فقد مات هذا النجم الكبير فقيراً وترك أسرة بحاجة إلى الرعاية الكاملة. رحم الله سعيد رحمة واسعة وأرجو ان يتذكره الجيل الوحداوي الجديد الذي لم يعاصره وأرجو من المؤرخ الوحداوي الكبير «محمد غزالي يماني» ان يفرد ملفاً عن سعيد لبان ويقدم تاريخاً لهذا النجم الوحداوي الكبير وصدقني أنه لن يعجز لأن هناك كثيرين يحتفظون بصور له «رحمه الله» وأتمنى ألا نكون كما قال أستاذي الأديب والمؤرخ الكبير الأستاذ محمد حسين زيدان: (إننا شعب دفان) واسأل الله له الرحمة والغفران والصبر والسلوان لأسرته وذويه. كما أدعو الله ان يمن على نادي الوحدة بأكثر من سعيد لبان. وأتمنى أيضاً من الوحداويين ان يتذكروا أولاده في المناسبات الوحداوية القادمة بإرسال الدعوات لهم وتزيين النادي بصورة له ليتذكره جيل اليوم على الأقل!! أسرة اللبان قدمت للوحدة كذلك نجماً آخر هو المدافع العملاق لطفي لبان « شفاه الله » والذي يعد أفضل مدافع مر على الوحدة بعد عبدالرحمن الجعيد (رحمه الله) ولا ننسى مدافع الوحدة السابق والهلال الحالي أسامة هوساوي أفضل مدافعي السعودية اليوم. آخر مرة شاهدت فيها الراحل سعيد لبان كانت قبل ستة أشهر تقريباً حين التقيت به صدفة في إحدى المناسبات وضحك أمامي بألم فقد كان مريضاً ولا يملك المال الذي يغطي مصاريف علاجه (رحمه الله). سعيد غراب سعيد لبان رحمه الله مع أخيه لطفي لبان بشعار الوحدة 1389ه (مجموعة أبو حطبة) نجم الوحدة اللبان في كرة مشتركة مع لاعب أهلاوي بنهائي كأس الملك 1390ه