تكتسب زيارة الرئيس العراقي فؤاد معصوم للمملكة أهمية خاصه كونها الأولى منذ انتخابه رئيسا للعراق خاصة أن الأوضاع في المنطقة العربية تتطلب حشد الجهود العربية لمواجهة التحديات الجسيمة حيال مكافحة الإرهاب ودعم التحالف الدولي لاجتثاث التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا وتعزيز العمل العربي المشترك. إن الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة العربية تتطلب تشاورا سعوديا عراقيا حيال كل ما يهمها، وضرورة تعزيز التعاون بين المملكة والعراق لمواجهة التحديات الخطيرة في الشرق الأوسط بأفق موحد واستراتيجية واضحة المعالم مبنية على اجتثاث الإرهاب ورفض الفكر الطائفي القميء اللذين أصبحا يمثلان تهديدا للأمة العربية، الأمر الذي يتطلب تفعيل العمل العربي المشترك والتأكيد على الثوابت العربية ومنع التدخلات الخارجية في الشؤون العربية. وليس هناك شك أن المملكة كانت ولا تزال حريصة على لم الشمل العربي وتوحيد الجهود والسياسات العربية لإيجاد حلول للأزمات المتفاقمة التي تشهدها المنطقة العربية ووضع مصلحة الأمن الاستراتيجي العربي فوق أي اعتبار وعدم السماح لأي تدخلات خارجية في الشؤون العربية وتعزيز قيم التسامح والوسطية والاعتدال. إن زيارة الرئيس معصوم للمملكة ستكون بمثابة الانطلاقة لتقوية العلاقات بين البلدين في الجوانب الاقتصادية والتجارية والسياسية والأمنية ومكافحة الإرهاب خاصة أن المرحلة تتطلب تعزيز الجهود لمواجهة التحديات بفكر عربي استراتيجي موحد. لقد حرصت المملكة على الدوام على استقرار العراق ووحدته وأمنه، واستقرار العراق لا يقوم إلا بوحدة أرضه وشعبه ومؤسساته الرسمية. كما أن المملكة في كل المحطات وقفت إلى جانب العراق في أحلك الظروف لأن علاقة المملكة مع العراق متجذرة وممتدة في عمق التاريخ والجغرافيا، والشعب العراقي كان ولا يزال في قلب المملكة وسيبقى هذا هو التاريخ وهذا هو الحاضر وهذا هو المستقبل، فالرياض وبغداد ستكونان معا في خندق واحد لمكافحة الإرهاب والتطرف. فهيم الحامد