يضع عدد من المواطنين أسئلة ساخنة على طاولة أمانة جدة والمراقبين الميدانيين حول حراج الملابس المستعملة الذي يعلن عن نفسه في سوق الصواريخ منذ سنوات طويلة، مؤكدين أن هذا الحراج الذي يطلق عليه البعض حراج ملابس الموتى يعرف مراقبو الأمانة موقعه ورغم ذلك ما زال في مكانه منذ عدة سنوات. وأجمع مرتادو حراج الصواريخ أن الإنسان حينما يدخل إلى سوق الصواريخ يلفت انتباهه الكم الكبير من الفوضى التي تنتشر في أجزاء كبيرة منه وخاصة في المنطقة التي تتواجد فيها كميات كبيرة من الملابس المستعملة والتي يروج البعض أنها من بقايا ملابس الموتى، ولكن كزبون لا تسأل عن نوعيتها وجودتها بل فقط عن السعر لا أكثر لأنك لن تجد جوابا شافيا فربما يكون البعض حصل عليها من أهل الخير أو من بعض البائعات الأفريقيات وتباع بأسعار زهيدة ثم يعمد الباعة إلى إعادة غسلها وبيعها على الزبائن مرة أخرى هذا إذا تفضلوا بغسلها من الأصل، ويتخذ بعض الباعة حيلا صغيرة لإيهام الزبون بجودة المنتج كالعمل على تغليف الملابس لترويج بضاعتهم. أحد العمالة رفض التصوير لكنه تحدث باقتضاب وعلى مضض بأنهم دأبوا على شراء الملابس المستعملة بأكثر من طريقة خاصة الأفريقيات إذ أن ذلك يوفر شراءها بالكيلو لنعيد الفرز وتتم عملية الغسل وبالتالي عرضها بالسوق بعد ذلك، لافتا إلى أن الأسعار رخيصة حيث لا يتجاوز سعر القطعة 20 ريالا، ويبين بأن معظم الزبائن من العمالة الأجنبية. من جهته أوضح أحد الزبائن من جنسية أفريقية أنه يرتاد حراج الملابس المستعملة ويشتري منها قطعا كثيرة، مضيفا بأنه يعمل على غسل الملابس جيدا قبل استعمالها حتى يتأكد من نظافتها بشكل جيد. وطالب إسماعيل أحمد بقيام الأمانة أو البلديات الفرعية التابعة لها بجولات رقابية وتفتيشية الهدف منها إنهاء هذه الظاهرة غير الحضارية خاصة أن أكوام الملابس تباع في ظروف غير صحية أبدا وهي متكومة على بعضها فضلا عن الروائح الكريهة من صرف صحي وعوادم للسيارات وخلافه، وتابع بقوله: الجهات الرقابية لا بد أن تتحمل المسؤولية وأنا شخصيا قمت بتسجيل بلاغ في غرفة عمليات الأمانة لكن لا أدري هل الأمر له علاقة بالأمانة أم أن فرع وزارة التجارة له علاقة بالأمر. فيما أشار أسامة العمري إلى أنه لا يعلم السبب في تجاهل عدد من الجهات لمثل هذه الأمور بالرغم من تكرارها إذ أن المخلفات تنتشر في المكان بطريقة غريبة ومفزعة، وتمنى أن تتشكل لجنة لدراسة مثل هذه الظواهر ومعالجتها بأسرع وقت حتى لا تتفاقم المشكلة بعد ذلك، لافتا إلى أن الجاليات الأفريقية وبعض الآسيوية هي الزبائن لمثل هذه الملابس بالرغم من سوء الجودة والنوعية فيها غير أنها تجد رواجا جيدا. إلى ذلك يؤكد أخصائي الأمراض الجلدية الدكتور علي عبدربه أن انتقال الأمراض الجلدية من شخص لآخر عن طريق ارتداء الملابس وارد جدا، معتبرا بأن الميكروبات لا يمكن أن يقضى عليها عن طريق الغسل، ناصحا في الوقت ذاته من يستخدم الملابس المستعملة بعدم ارتدائها.