قمصان وفساتين متسخة كريهة الرائحة تباع علنا في محيط سوق الصواريخ (جنوبجدة) ولا رقيب.. الزائر للسوق البعيد نسبيا عن وسط المدينة تصدمه أكوام الملابس والفوضى العميقة في المكان، والزبون الباحث عن الرخيص يشتري كل شيء كيفما اتفق لا تهمه الجودة، بعض هذه الملابس قد تكون جاءت كهبات من أهل الخير وفيها ما يمكن استخدامه، ولا يتكبد صاحب البسطة غير مجهود بسيط لإعادة تنظيف الملبوسات المستخدمة وكيها قبل طرحها للبيع.. وهناك من يتكاسل ولا يكلف نفسه عناء غسلها وتنظيفها وكيها.. وفي جانب آخر، ينشط عمال في تعبئة المنتج المستخدم في عبوات بلاستيكية لإيهام المشتري بجودة المنتج ونظافته. أحد الباعة أدار ظهره لعدسة «عكاظ» واشترط عدم التصوير مقابل الحديث، وقال باقتضاب: إنهم درجوا على شراء الملابس المستخدمة بأكثر من طريقة ولكن الغالب أن الشراء يتم من أفريقيات ونابشات قمامة بالكيلو، وتتم بعد ذلك عمليات الفرز والغسيل والتطهير قبل عرضها للزبائن. لافتا إلى أن الأسعار رخيصة ولا تتجاوز قيمة الثوب الواحد 20 ريالا، ومعظم الزبائن من العمالة الوافدة. الأرخص يربح زبون باكستاني قال إنه يعمل سائقا في شاحنة صرف صحي وعلى ذلك فإنه يضطر في اليوم الواحد إلى تغيير ملابسه أكثر من مرة، ولمواجهة العبء المالي يضطر إلى شراء الثوب أو القميص المستخدم من هذا المكان، ويشتري كميات كبيرة بمبلغ زهيد للغاية. ويستغرب علي العماري من صمت وزارة التجارة وأمانة المنطقة على هذا التجاوز الخطير الذي يشكل خطرا على الصحة العامة؛ إذ أن هذه البسطات رديئة والملابس غير نظيفة فضلا عن كونها مكومة فوق بعضها بصورة سيئة وتعرضها لعوادم السيارات والأتربة. ويضيف العماري: من المؤكد أن هذه الملابس لن تكون خالية من الأمراض الجلدية، ويطالب الجهات الرقابية بالعمل لإنهاء هذه الظاهرة في سوق الصواريخ والمواقع المشابهة. مخاطر صحية ويتفق محمد الغامدي مع رأي علي العماري ويضيف أنه لا يعلم السبب في تجاهل عدد من الجهات لمثل هذه الأمور بالرغم من تكرارها؛ إذ أن المخلفات تنتشر في المكان بطريقة غريبة ومفزعة، وتمنى أن تتشكل لجنة لدراسة مثل الظواهر ومعالجتها بأسرع وقت حتى لا تتفاقم الحالة وتسبب مخاطر صحية غير متوقعة. إلى ذلك، يؤكد الدكتور خالد علي أخصائي الأمراض الجلدية، أن من السهولة بمكان انتقال الأمراض الجلدية من شخص لآخر عن طريق الملابس المستخدمة، معتبرا بأن الميكروبات لا يمكن أن يقضى عليها عن طريق الغسيل، ناصحا في الوقت ذاته الابتعاد عن ارتداء الملابس المستخدمة والمجهولة رديئة الصنع.