ليس لحي الريحان في الطائف من اسمه نصيب، فما إن يسمع المرء به لأول وهلة حتى يشعر بأنه محفوف بالرياحين والروائح الزكية، بيد أن الواقع عكس ذلك تماما، إذ يصطدم الدالف إليه بمياه المجاري التي تملأ المكان برائحة تزكم الأنوف، فضلا عن تهالك الطرق التي أتلفت المركبات ودفعت الأهالي إلى التردد قسرا على ورش الإصلاح. ويشكو المواطن عيضة الحارثي من معاناة أهالي الحي التي تتفاقم يوما بعد آخر، طارحا تجربته الشخصية حيث شيد منزلا في حي الريحان الذي يعاني من تدني مستوى الإصحاح البيئي، ذاكرا أن الحي الواقع قرب مدرسة ومركز سلاح الصيانة انتشرت النفايات والروائح الكريهة في أروقته، فضلا عن المستنقعات التي تحولت إلى بؤر للأوبئة والحشرات، ملمحا إلى أن طرق الحي متهالكة وانتشرت الحفر والأخاديد فيها وأتلفت المركبات، مشيرا إلى أن غالبية الأهالي غير قادرين على البقاء في منازلهم بانتظار تحرك الأمانة لإعادة النظر في معاناة السكان الذين يترقبون الاهتمام بالحي أسوة بأحياء المحافظة. ويرى المواطن سلطان الثبيتي أن معاناة الأهالي مع الحي ليست وليدة اللحظة، بل تمتد بجذورها إلى سنوات، مشيرا إلى أن العشوائية زحفت من مدخل الحي وتوغلت إلى وسطه، فيما يعض غالبية السكان أصابع الندم على إنفاقهم الملايين لتشييد مساكن في هذا الحي، لافتا إلى أن المستنقعات انتشرت في الحي بكثافة وباتت تصدر الروائح الكريهة والحشرات بينهم. أما عبداللطيف القحطاني فقد طالب الأمانة بسرعة إدراج المشاريع وتوفير الخدمات لسكان الحي، مستغربا من حرمان الحي من التعبيد والرصف والإنارة، مشيرا إلى أن غياب النظافة عن الحي نشر النفايات في أروقته، مناشدا الجهات المعنية بتوفير الخدمات التعليمية والمراكز الصحية، خاصة أن الحي يمتد لمسافات كبيرة، مفيدا أن أبناء الحي يضطرون لتلقي التعليم في الأحياء المجاورة كما أنهم يتوجهون للعلاج في المراكز الصحية البعيدة. من جانبه، أوضح المتحدث الإعلامي في أمانة الطائف إسماعيل إبراهيم أن المخطط يخضع للمتابعة من قبل الامانة، موضحا أن مشروع الصرف الصحي ليس من اختصاص الأمانة، فهناك جهات مختصة بإنجاز هذا المشروع.