نجحت الفتاة باقتدار في سوق العمل، واستطاعت من خلال مراحل تأنيث المحلات النسائية أن تثبت للجميع بأنها قادرة على تولي المسؤولية، وتحملها، وبرغم العراقيل التي وضعت والمشاكل التي واجهت المشروع. كنت متفائلا من البداية بنجاح الفتاة السعودية في سوق العمل، رغم كل ما كان يقال، وكنت على يقين بأنها ستنجح رغم الصعاب، فالمجتمع عقبة والمواصلات عقبة، وطبيعة الفتاة السعودية عقبة، ولكن بعد مرور سنوات عديدة، قالت للمجتمع أنا مسؤولة عن نجاحي ومسؤولة أن أعكس الصورة المشرقة عني وعن مثيلاتي من الفتيات، وقالت لمن يتشدقون بصعوبة الوصول إلى مقر العمل أن ركوب المستحيل ليس بصعب، تجربة الفتاة في العمل قالت فيها الكثير والكثير. ومن المفرح ونحن نتسوق نجدها في «الكاشير» ونجدها في محلات العطور والتجميل، كما نجدها في المستشفيات وفي الشركات، هذه هي نموذج الفتاة التي كان يجب عليها أن تكون، محتشمة، متعلمة، منتجة، قادرة على مساعدة الرجل في بناء المستقبل المشرق، حتى إن الكثير من رجال الأعمال والذين أتاحوا فرصة للفتاة لأن تعمل لمسوا ذلك النجاح، منذ أن عينوا سعوديات في مواقع مختلفة، ولمسوا مدى قدرتها على التطوير والتطور، ومدى حرصها على الحضور المبكر وعلى الإنجاز والعطاء، وحرصها على الأمانة. وأقولها وأنا ممن أتاحوا لها فرصة العمل في قطاع الحج، كانت الفتاة السعودية أكثر أمانة من غيرها وأكثر جدية، لذلك لا بد أن نقف وقفة صدق عند تجربة الفتاة السعودية، سواء من رجال الأعمال أو من المسؤولين في قطاع العمل أو من الأسر نفسها، حيث لا بد لنا أن نمنحها فرصة أكبر في الأيام المقبلة وأن نوجد مجالات أكبر لأن تكون فيها بعيدا عن التمييز بين رجل ومرأة، فكل مجال لا يخدش حياءها لا بد أن تعمل فيه، فالتجربة ناجحة والفتاة قادرة على العطاء.