رسام الطائف.. لا تهدأ ريشته المبدعة لحظة، ظل يحمل ألوانه على ظهره يمارس فن الجرافيتي على جدران البيوت المهجورة، حتى تساءل العابرون عن سر هذا المبدع الغامض الذي يشكل لوحاته الجدارية ثم يمضي إلى حال سبيله.. لكنهم أدركوا أخيرا أن خلف هذه اللوحات مبدع اسمه أحمد القرشي طالب بالثانوية في مدرسة الملك فهد المطورة في الطائف.. يقول: إنه شغف بفن الرسم منذ صغره، فبدأ يمارس هوايته على طريقته الخاصة يخرج في الظلام ويرسم على جدار البيوت المهجورة ثم يختفي.. ولم ينس ذلك اليوم الذي ضبطته فيه الدرويات الأمنية وقادته إلى التوقيف لنصف يوم قبل أن يفرج عنه بكفالة بعدما تعهد بمحو وإزالة إبداعاته من الجدران. «أنا فخور بلقب رسام الطائف، ولا يمكن أن أرسم على جدار منزل مسكون، أمارس هوايتي المحببة على جدران الأحواش والبيوت الخربة والمهجورة.. هدفي من كل ذلك لفت الأنظار برسومات وألوان فنية جمالية دون تخريب أو عبث، ولهذا السبب اخترت رسم شخصيات الرسوم المتحركة بالألوان الزاهية الجميلة اللافتة للكبار وللصغار». القرشي الموهوب (17 عاما) صادفته مصاعب ومضايقات عدة حتى أنه قرر التوقف في شوال الماضي، فهناك من يعمد إلى طمس وجوه رسوماته بحجة أنها حرام، لكن الذي حدث بعد ذلك فاق كل خيال كما يقول، إذ أعلنت أمانة الطائف تبنيها موهبته، وأصدر أمين المحافظة المهندس محمد المخرج قرارا بالاستفادة من إبداعاته في رسم جداريات المحافظة مع دعمه بكل أدوات الرسم ورصد مكافأة مجزية له. أمين الطائف المهندس محمد المخرج يقول: إن الأمانة هدفها تنمية مواهب الشباب والاستفادة من إمكاناتهم. مشيرا إلى أن رسام الطائف يملك موهبة كبيرة في الرسم والأمانة تعمل على رعايته. وخلال اللقاء الذي جمع الأمين بالرسام تلقى القرشي حزمة من النصائح بضرورة الاهتمام بدراسته، وأن لا تشغله موهبته عن تعليمه وتنمية الموهبة في أوقات فراغه. مدير مدرسته، سامي الثبيتي يقول: إنه فوجئ ذات يوم برسوماته الرائعة في حوش المدرسة، حيث أنجز إبداعه بين الحصتين ما يدل على ذكائه ونبوغه، ولم تكتشف هوية الرسام إلا في اليوم التالي، وتم منحه فرصة الالتحاق بدورة بسيطة في ناد صيفي. معروف عن الفن الجرافيتي أن أصولها تعود لحضارات قدماء المصريين والإغريق والرومان ويعرف حاليا بالتغيرات العامة للملامح عن طريق استخدام بخاخ دهان.