يفضل عدد من قائدي المركبات تدوين بعض العبارات على مركباتهم وتختلف مابين الكلمات التوعوية أو الفكاهية أو التي تهدف للتواصل مع صاحب تلك المركبة مثل تدوين رقم البن الخاص بهاتفه النقال والتغزل بالأندية الرياضية وغيرها من الكتابات ومن ثم نشرها على نطاق واسع عبر وسائل الاتصال الحديث وكذلك من خلال السير في الشوارع والطرقات وكل ذلك يعد أولا وأخيرا مخالفة مرورية. أحد قائدي الشاحنات دون على صدام شاحنته الخلفي (اصدمني بكلمة أحبك والسمكرة على حسابي) وصاحب مركبة قديمة يتحسر على ضعف إمكانياته المادية حيث دون عبارة على سيارته عنوانها (الحلم لكزس والواقع شوفة عينك) وآخر يعبر عن حبه لوالدته بعبارة ( أحب في الدنيا ثلاثا أمي ماما الوالدة) ومركبة أخرى دون عليها قائدها عبارة ( ذاكر دروسك أول بأول تنجح وتصير جندي أول) وغيرها من العبارات الأخرى. عبدالعزيز الجندبي الزهراني (تربوي) يرى بأن بعض العبارات التي تكتب على المركبات ليست بالسلوك الجيد حيث اعتبر الرقابة الأسرية الغائبة عن متابعة الأبناء سببا رئيسيا من أسباب ظهور مثل هذه السلوكيات السلبية. فيما أرجع طارق محمد عبدالله موظف، هذه الكتابات بأنها ناتجة عن الكبت الذي يحاصر بعض الشباب حيث يريد من خلالها أن يعبر عما بداخله وكذلك حب البروز بانتهاج مثل هذه العادات غير الإيجابية والتي قد يوحي بعضها بعبارات غير لائفة. وحول هذه السلوكيات علق الدكتور مسفر محمد المليص استشاري نفسي وأسري والمحاضر بالجامعة العربية بجدة قائلا : هذه الظاهرة تعد من الناحية النفسية تنفيسا لمن يقوم بها حسب وجهة نظره، ويعتقد البعض أنها حرية شخصية لا يجوز التدخل فيها، وهناك من يرى أن انتشارها يدل على ظواهر غير عادية، وأنها قد تكون منفرة للذوق العام ومخالفة لقانون السير، خاصة إذا كانت اعتباطية ولا يراعى فيها جمالية الخط، وتهذيب العبارات، وهذه الشريحة من الآراء، ترى أن هذه الظاهرة هي ظاهرة سيئة وغير حضارية ومقززة للمشهد العام، في الوقت الذي لا يرى البعض أن الجانب النفسي هو المحرك الأهم في هذه الظاهرة، مبينا بأن الكتابات التي تشاهد على زجاج بعض السيارات، تحدد مدى ما يعانيه كاتبها في هذه الحياة؛ فمنهم من أصبح يجعل زجاج سيارته متنفسا له يدون عليه ما شاء. مشيرا إلى أن بعض مدلولات العبارات المكتوبة ولونها يعكس فحوى المعاناة والألم الذي يعتري الشخص، وتعكس تلك العبارات أيضا واقعا اجتماعيا يتمشى مع الحدث الاجتماعي مثل اليوم الوطني فوز المنتخب وغيره من تعبيرات تعكس حب المشاركة الاجتماعية. وأضاف: إن بعض الأفراد الذين يعانون من مشكلات نفسية يعتدي أحدهم على الآخرين في كتاباته فتصبح تلك الحالة عدوانية لفظية تشير إلى أن هناك حالة يجب أن تعالج نفسيا، ولابد من احتواء الشباب المراهقين والممارسين لها بطرق علمية نفسية تساعدهم على الحياة بشكل نفسي مستقر... كذلك ننصح أن يفسح المجال للشباب داخل المدارس وفي مناطقهم ليمارسوا عليها الكتابات وبطريقة تخضع للمراقبة وتشبع الحاجات النفسية لديهم، وتعد السيارة عند بعض الأفراد في جميع المجتمعات أهم من الولد والعائلة، لأنها مصدر رزقهم، الأمر الذي يؤدي إلى اهتمامهم بها، وكتابة العبارات.