بالرغم من تنوع وسائل التعبير في عصر التقنية من الهواتف الذكية مرورا بمواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، أو ما يعرف بالإعلام الجديد وكثرة مرتاديه سواء باستخدام حسابات رسمية بأسماء حقيقية أو مستعارة، غير أن بعض الشباب في جدة يعبرون عن ما بأنفسهم ومدى حبهم للوطن عبر الكتابة على الزجاج الخلفي لمركباتهم، ويختصرون ما يجول بأفكارهم بكلمات تتمحور حول قضاياهم. وأجمع عدد من الشباب أن الزجاج الخلفي لبعض سيارات الشباب في جدة أصبح بمثابة سبورة ونافذة يطل عليها من يسير خلفهم من أصحاب المركبات، وتنوعت هذه العبارات بحسب ميول الشباب، ولكن السؤال الأهم: ما السبب الذي يدفع الشباب للكتابة على زجاج السيارت؟ وقد تكون في بعض الأحيان عبارات باللغة الإنجليزية خارجة عن إطار عرف المجتمع أو تقاليده. في البداية، يقول فهد الحارثي إنه مع وجود وسائل تقنية للتعبير عن ما يدور في خواطرهم، فإنه يجدد العبارات على زجاج سيارته بين كل فترة وأخرى ولا يرى فيها خطأ طالما أنها توافق الشرع والتقاليد. ويزيد الحارثي أن أغلب العبارت التي يكتبها تتغنى بحب الوطن وعشقه، فيما أضاف الحارثي أن كتابة العبارة على زجاج السيارات هو نوع من التعبير الذي قد يواكب عصر التقنية والاتصال، وذكر أن العبارات الموجودة لا تعدو كونها تعبيرا بأكثر شيء يشغل بال من يسطر هذه الحروف على زجاج السيارة الخلفي. عدسة «عكاظ» رصدت إحدى المركبات تجوب شوارع جدة وملصق بها صور لشعار مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وتطبيقات الواتس آب والبلاك بيري وواضعا عليها علامات الإكس أو عدم الاستخدام وفي نهاية ذيلها بعبارة «مع نفسك» باللغة الإنجليزية، حيث كان يهدف هذا الملصق إلى عدم استخدام أو انشغال السائق بهذه البرامج على الجوال لاسيما عندما يسوق وذلك خوفا من وقوع حوادث لا سمح الله، كما رصدت عدسة «عكاظ» وضع شاب لافتة سطر بها عبارة (لا لقيادة المرأة للسيارة) في صورة اعتبرها البعض حضارية في طريقة التعبير عن رأيه، ولم يقتصر الأمر على هذا، حيث هبت مجموعة كبيرة من الشباب لكتابة عبارت الحب والشوق والهجر، حيث استغل البعض أجزاء من القصائد أو العبارت التي تعبر عن الحالة التي يعيشها، ويروي حسن الزهراني أن مثل هذه العبارة أصبحت موضة بالشكل العام حيث لاحظ وجود عبارات تعتبر جميلة ومفيدة من منظور شرعي كالتذكير بالله وغيره، بالمقابل تعمد البعض إلى وضع صور وعبارت قد تكون خادشة للحياء. وتفسر هذه الظاهرة أستاذة علم النفس ناجية حمدي بأن ظاهرة كتابة العبارت على زجاج السيارات الخلفي أصبحت عادة اتبعها بعض أصحاب المركبات من خلال التأثيرات والضغوط النفسية لتقليد الآخرين من المجتمع وخصوصا محيط الأصدقاء، وقد تكون هذه التصرفات عبارة عن دوافع نفسية في داخل الأشخاص فتنعكس على الكتابة وعلى نوع العبارة التي يستخدمها للتعبير عن داخله وذاته. وتختم ناجية حديثها بأن هذه الظاهرة يمكن حلها وعلاجها من خلال التوعية من قبل المختصين سواء جامعات أو معاهد قيادة أو مرور، للتعريف بتأثيرات العبارت لاسيما التي تخدش الحياء والذوق العام، بالإضافة إلى سن قانون يغرم ويعاقب من يكتب أو يلصق صورا غير لائقة.