مخالفة مرورية تستوجب حجز المركبة حتى تتم إزالتها - آل ظافر: تحدد مدى ما يعانيه كاتبها في هذه الحياة
علي العرجاني– سبق– الرياض: تشكل العبارات المكتوبة على زجاج السيارات، ظاهرة غريبة تطفو على السطح من وقت لآخر ومن ثقافة لأخرى، وتختلف باختلاف الهدف الذي يسمو إليه كاتب الرسالة في تحقيق غاياته وبطريقة تعكس واقعاً اجتماعياً نفسياً يعيشه قائدو السيارات؛ فمنهم من يضع عبارات غريبة تخدش الذوق العام، وآخرون يخطون عبارات غرامية، والبعض الآخر يبحث عن العبارات المضحكة لجلب انتباه الآخرين، ومنهم من يضع كتابات دينية للتوعية، وعلى الرغم من ذلك كله إلا أنها تبقى عبارات متنوعة بالمعنى ومتوحدة في شيء واحد وهو أنها تعتبر مخالفة مرورية لأنظمة المرور .
حول هذا الموضوع استطلعت "سبق" بعض الآراء؛ فمنهم من اعتبر الكتابة على زجاج المركبات ظاهرة سيئة غير حضارية تنمّ عن وجود مشكلة نفسية أو اجتماعية يعاني منها قائد السيارة، ومنهم من اعتبرها جيدة إذا كانت تقتصر على الآيات القرآنية وعبارات التوعية والتذكير بالله.
عبارات فكاهية: قائد مركبة شبيهة بسيارات ساهر المرورية، لم يجد طريقة لطمأنة عابري الطريق الذين ينتابهم الخوف والارتباك حين الاقتراب منه، سواء بكتابة عبارة مضحكة ومثيرة للسخرية دونها على زجاج مركبته الخلفي وكتب بها: "لا تخاف، تراه مو ساهر".
ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين: محمد السعد، الذي وضع على زجاج سيارته الخلفي عبارتين: "صَلِّ على النبي؛ وما شاء الله تبارك الله"، ويرى أن هذه العبارات تحمل دلالة دينية وضعها من باب تذكير الناس بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ لكسب الأجر من خلفها، علاوة على عبارته الأخيرة التي كتبها خوفاً من الحسد.
ترجمة عن مشكلة في حياته: الشاب "ف. س" طالب بالمرحلة الثانوية، وضع على مركبته عبارة: "غرك زمانك"، تعبيراً عن مشكلة واجهته وبحثاً عن تميز مركبته والتنافس مع زملائه الآخرين، ويرى أن الكتابات على السيارات ظاهرة تتفشى بين الشباب أكثر من غيرهم، وتزداد في ظل الإجازات والمناسبات .
عبارات مسيئة: من جانبه، قال ياسر العبيدي، وهو صاحب محل متخصص في كتابة العبارات على زجاج السيارات: إن زجاج السيارات أصبح متنفساً لبعض الشباب لكي يخطوا عليه ما يعكس واقعهم الاجتماعي، مشيراً بأن الإقبال عليها يزداد في مثل هذا المواسم من الإجازات، وتختلف باختلاف الشاب الذي يقدم على الكتابة، مؤكداً بأن هناك شباباً يكتبون على سياراتهم العبارات الغرامية وأرقام ورموز مواقع التواصل الاجتماعي، والبعض الآخر يكتبون على سياراتهم كلمة: للبيع، ويضعون أرقام هواتفهم النقالة باستغلالها للتجارة .
وأردف العبيدي: في الحقيقة هذه الظاهرة لربما تكون جميلة، إلا أن بعض الشباب يتعمد استخدامها بأمور خاطئة، وعلى سبيل المثال كتابة الأرقام الهاتفية بهدف المعاكسات، أو كتابة العبارات غير اللائقة، وهناك عبارات رفضنا كتابتها على زجاج بعض الشباب؛ خوفاً من الله؛ لأنها تخدش الحياء وتتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي.
وتمنى العبيدي، أن يفسح المجال للشباب داخل المدارس وفي مناطقهم ليمارسوا عليها الكتابات وبطريقة تخضع للمراقبة، مطالباً في نفس الوقت بوضع قانون صارم تجاه من يخطون العبارات المسيئة والمنافية للدين على زجاج سياراتهم أو بالمواقع العامة .
الجانب النفسي: وللبحث أكثر في القضية يرى الباحث الاجتماعي فهد آل ظافر: أن الكتابات التي تشاهد على زجاج بعض السيارات ،تحدد مدى ما يعانيه كاتبها في هذه الحياة؛ فمنهم من أصبح يجعل زجاج سياراته متنفساً له يدون بها ما شاء، مشيراً بأن بعض مدلولات العبارات المكتوبة ولونها يعكس فحوى ألم يعتري الشخص وتعكس أيضاً واقعاً اجتماعياً نفسياً يعاني منه الشخص، مطالباً بمراقبتها وضبط من يتعدى على الآخرين في كتاباته واحتواء الشباب المراهقين والممارسين لها بطرق مثلى .
مخالفة مرورية: من جانبه أكد ل"سبق" رئيس مركز القيادة والتحكم والمتحدث الرسمي بمرور الرياض، المقدم حسن بن صالح الحسن؛ بأن وضع ملصقات وعبارات على الزجاج الخلفي للسيارات، مخالف لأنظمة المرور؛ نظراً لإسهامها في حجب الرؤية من الزجاج الخلفي.
وأضاف الحسن: نظام المرور، ولائحته التنفيذية، ينص على عدم وضع كتابة أو ملصقات أو أي شعارات أخرى على جسم المركبة أو أي جزء من أجزائها، غير الواجبة بحكم النظام واللوائح، مشيراً بأن مخالفة إجراء أي تعديل أو إضافة على هيكل أو جسم المركبة دون اتخاذ الإجراءات النظامية، يستوجب حجز المركبة حتى تتم إزالتها ويمنح صاحبها مخالفة مرورية بموجب المادة رقم "501 27" وجدول المخالفات رقم "2".
وحصلت "سبق" على عدة عبارات تعتبر من أبرز المخطوطات على زجاج المركبات ودارجة الاستخدام بين متناولي هذه الظاهرة.