تم تعيينه قبل أشهر على رأس مرفق حيوي وهام جدا ويبلغ من العمر في أواخر الأربعينات أم مقتبل ما بعدها.. وبدأ فورا في قيادة عمله بكل جرأة ومفهومية وعملية علمية.. بيد أن كفاءة وإمكانيات القيادة في الرجل قد تظهر في لمسات وإشارات قد تكون عادية وبسيطة.. وعلى سبيل المثال.. وعندما زار أو تفقد هذا المسؤول الحديث العهد في موقعه مرافق وأقسام مسؤوليته.. تقدم ليتحدث مع صغار الموظفين وراء مكاتبهم واضعا يده برفق على كتف الموظف.. بيد أن الحاسة لدى الموظف تجاوبت في حديثه مع جاذبية هذا القيادي.. وعند سؤال المسؤول للموظف عن نقطة ما.. قفز رئيس الموظف قائلا: أنت..! هنا أمسك المسؤول الحديث بزمام الحوار ووجه تنبيها لطيفا ومؤدبا لرئيس الموظف قائلا: لا تقل أنت.. إنه إنسان وموظف له كيان.. وله اسم.. فلنقل «استاذ.. فلان» بدلا من «أنت». مثل هذه الوقفة قد تكون بسيطة.. ولكنها عميقة جدا جدا.. ولها أبعاد كثيرة.. ولها انعكاسات كبيرة.. ولها دلالات جميلة.. ونتائج إيجابية متعددة. حقا.. أعجبني هذا المسؤول.. وأعجبني أدبه وسلوكياته.. وفهمت فيما فهمت أنه تابع تفقده وزيارته بملاحظات وتوجيهات وأفكار تنم عن وعي وفهم لمقتضيات الوطن والمواطن وعمل الموظف وإدراك المسؤولين. إن الوطن بحاجة لأمثال هؤلاء.. وفي أعمارهم المبكرة نسبيا.. إن أمثال هذا المسؤول النموذج ندعو الله أن يتكرر في كل مرفق.. وكل إدارة.. وكل قسم.. مدني وأمني وعسكري وقضائي.. وغيره. أحمد الله أن كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام وبما معناه: لاتزال أمتى بخير إلى أن تقوم الساعة. والعود للوطن أحمد..