تضاربت توقعات المحللين الاقتصاديين بشأن اتجاه مؤشر سوق الأسهم السعودية اليوم، مع استئناف نشاطه بعيد إجازة عيد الأضحى المبارك، حيث قال الكاتب الاقتصادي غسان بادكوك «إن السوق تستأنف اليوم عملها بعد توقف دام لمدة 5 أيام عمل خلال الأسبوع الماضي بسبب إجازة عيد الأضحى» ورجح أن يستمر أداء مؤشر السوق في التحرك أفقيا بدون تسجيل تحركات كبيرة سواء بالصعود أو التراجع. وأضاف: يأتي ذلك بعد موجة من جني الأرباح التي شهدها السوق على مدار الأسبوعين السابقين للإجازة والتي أدت إلى تراجع مؤشر السوق بنحو 500 نقطة، نزولا من أعلى مستوى بلغه المؤشر هذا العام وهو 111.49 نقطة يوم 24 سبتمبر الماضي، هبوطا لنحو 10.666 نقطة قبل أن يعاود الصعود لمستوى 11.851 نقطة في آخر يوم تداول قبل العطلة. واستعرض بادكوك أبرز العوامل التي ستؤثر على أداء سوق الأسهم في الأسابيع المقبلة، قائلا إنها تتمثل في: رغبة شريحة عريضة من المستثمرين والمضاربين في توفير أكبر قدر من السيولة اللازمة للحصول على أكبر عدد ممكن من أسهم الاكتتابات الجديدة التي سيتم طرحها قريبا والتي تتميز بضخامة الكمية المطروحة فيها، وارتفاع الربحية المتوقعة على قيمتها السوقية بعد بدء تداول تلك الأسهم في السوق. تأثير الأحداث الجيوسياسية في المنطقة والتي من أبرزها الاضطرابات السياسية في المنطقة بشكل عام ولاسيما بعد سيطرة الحوثيين على زمام الوضع في اليمن مع استمرار عمليات التحالف الدولي لضرب تنظيم داعش في سورية والعراق. تراجع أسعار البترول إلى مستوى 95 دولارا وهو ما سيلقي بظلاله على مستوى الدخل، وربما على حجم الإنفاق الحكومي في الميزانية المقبلة، الذي اتخذ مسارا متصاعدا في السنوات الماضية. تراجع مؤشرات أبرز أسواق الأسهم الدولية. رغبة بعض صناع السوق في الاستمرار في عملية جني الأرباح بعد الارتفاعات المتتالية على مؤشر السوق إثر الإعلان في رمضان الماضي عن فتح السوق أمام المستثمرين الدوليين خلال العام المقبل. ونوه بادكوك إلى أن سوق الأسهم السعودية سجلت نموا ملحوظا بنسبة 25 % في عام 2013، كما ارتفع مؤشر السوق بنسبة 12 % خلال النصف الأول من العام الحالي 2014، إضافة إلى تسجيل نمو بنسبة 27% منذ بداية عام 2014 وحتى نهاية شهر أغسطس الماضي، الأمر الذي أدى إلى إرتفاع مؤشر السوق بنسبة إجمالية بلغت أكثر من 50 % منذ بداية 2013 وحتى الآن . وقال «إن سوق الأسهم أغلق بسب إجازة عيد الأضحى قبل بدء الإعلان عن نتائج أداء الشركات عن الربع الثالث من العام ، ومن المرجح أن تنعكس النتائج المالية التي سيتوالى ظهورها تباعا خلال الأيام المقبلة بشكل مباشر على مؤشر السوق سواء بالسلب أو بالإيجاب ولا سيما نتائج الشركات القيادية في قطاعات الصناعات البتروكيماوية والبنوك والاتصالات». وبدوره قال المصرفي إبراهيم السبيعي «إنه من المتوقع أن يشهد أول يوم في التداول حركة ضعيفة نسبيا من حيث السيولة وعدد الصفقات». وعزا ذلك إلى أن معظم المتداولين يترقبون إعلان نتائج الربع الثالث التي من المتوقع أن يكون معظمها جيدا، ولذا سيكون الحذر والترقب سمة للسوق خلال الأسبوع الحالي. وأضاف:لن يكون هناك تأثير كبير على حركة سوق الأسهم خلال الفترة الحالية على نتائج الشركات، بالإضافة إلى الاكتتاب في أسهم البنك الأهلي التجاري الذي سيسحب من السيولة المتداولة في السوق، وما عدا ذلك سيكون تأثيره ضعيفا على حركة السوق بما في ذلك أسواق الأسهم والنفط العاليمة، وتداعيات الأحداث التي تشهدها المنطقة. مؤكدا أن متانة الاقتصاد السعودي ومايشهده من نمو بالإضافة إلى توفر السيولة، يجعل من التأثيرات خارج النطاق المحلي بالكاد تذكر. وفي الوقت الذي توقع فيه المحلل الاقتصادي تركي فدعق أن تظهر على السوق المحلية اليوم تأثيرات انخفاض مؤشرات أسواق الأسهم العالمية، بالإضافة إلى تدني أسعار النفظ. قال الاقتصادي الدكتور علي التواتي: إن نزول أسعار النفظ إلى جانب البيانات الدولية حول تباطؤ الاقتصاد العالمي، والظروف السياسية التي تمر بها المنطقة، كلها عوامل ستؤثر بالسلب على حركة مؤشر سوق الأسهم الذي من المتوقع أن يشهد اليوم حالة تصريف «بيوع» واضحة، وذلك على الرغم من قوة المؤشرات الاقتصادية المحلية. والتوقعات الإيجابية المصاحبة لنتائج الربع الثالث. وأضاف: أن السبب في ذلك يعود إلى أن المملكة من الدول الرئيسة المصدرة للنفظ للعالم، وهي بذلك تتأثر بتداعيات الأسواق العالمية، بالإضافة إلى أن الاكتتاب في أسهم البنك الأهلي خلال الأيام المقبلة سيعزز من التوقعات بأن يشهد سوق الأسهم المحلية حالة من التصريف الواضح للأسهم. من جانبه توقع عضو جمعية الاقتصاد السعودي عبدالإله مؤمنة عودة سوق الأسهم بعد إجازة عيد الأضحى بسيولة جيدة تتزامن مع الطرح ومع نتائج الشركات، قائلا: ستركز السيولة في الغالب على الشركات ذات العوائد والقطاع المصرفي، خاصة أن العودة عقب الإجازة ستكون مدعومة بتدفقات كبيرة للمعلومات المؤثرة على التداول كالأسواق الخارجية العالمية، أو النتائج المالية للشركات المدرجة في السوق عن الربع الثالث، فضلا عن أن انتظار السوق لحدث كبير بحجم طرح أسهم البنك الأهلي في الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة الجاري يعد أمرا مؤثرا في دعم توجهات السوق. وبين أن المؤثرات الإيجابية لسوق الأسهم ستظل على المدى الطويل، وستكون داعما قويا للمؤشر واتجاهه التصاعدي. وأوضح مؤمنة أن فترة التوقف البسيطة التي شهدها سوق الأسهم مع إجازة عيد الأضحى كانت فرصة جيدة للشركات والمستثمرين للمراجعة والتقييم. من جانبه توقع المحلل الاقتصادي فضل البوعينين أن القطاع المصرفي سيكون قائدا لحركة السوق اليوم، عازيا ذلك إلى ظهور معلومات أولية تشير إلى نمو أرباحه، وهذا ينعكس على هذا القطاع. وذكر أن الترقب اليوم هو سيد الموقف، خاصة أن السوق تعرض قبل إغلاقه إلى جني أرباح، وهذا ربما قد خلق تصورا بعدم الثقة في استمرار النمو لدى المضاربين، مستدركا:مازلت أعتقد أن هناك ثقة كبيرة في أداء السوق من قبل المستثمرين، الذين سيكون لهم الغلبة في نهاية الأمر، وإن كان الافتتاح سيؤثر بشكل أكبر على تداولات السوق.