لم يدر في خلد أسرة منشو أن يلقى ابنها علي حتفه بالطريقة التي حدثت مساء أمس الأول وهو يريد إنقاذ طفله محمد من حفرة صرف صحي أمام أحد المراكز التجارية التي قصدها لقضاء أمتع الأوقات برفقة عائلته الصغيرة المكونة من زوجته وطفليه «محمد ولجين»، وكان يمني نفسه بسعادة لا حدود لها وهو يفاجئهم بالذهاب إلى بعض المطاعم الواقعة على شارع التحلية ليتقاسموا الفرحة على الأضواء الكاشفة، بيد أن الإهمال أجبرهم على السقوط في حفرة أودت بحياتهم وأحالت حياة أهاليهم لأيام يلفها السواد. وبقلب يملؤه الأسى وأعين تذرف الدموع قال ل «عكاظ» عامر منشو شقيق ضحية حفرة الصرف الصحي: إن شقيقه البالغ من العمر 30 سنة كان يعمل في الخطوط الجوية السعودية وعاد منذ فترة من الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد أن حصل على شهادة الماجستير في هندسة البرمجيات وتقنية المعلومات مبتعثا من جهة عمله. وبين أن الإهمال تسبب في وفاته، إذ لا يمكن أن تكون هناك غرفة صرف صحي مفتوحة بهذا الشكل، مضيفا: «الأسرة لن تتنازل عن حقها في معرفة المتسبب بالحادثة ونثق في أن ولاة الأمر واللجنة المشكلة للتحقيق سينصفوننا». ومضى عامر قائلا: إن «وفاته فاجعة بالنسبة لنا جميعا، لقد خطفته يد المنون في وقت كان يحضر مفاجأة لعائلته بالذهاب إلى أحد المطاعم الواقعة في شارع التحلية ولكن حدث ما لم يكن متوقعا حينما وقع ابنه محمد في حفرة الصرف لحظة لهوه ببراءة ليلحق به والده، مما شكل لنا صدمة قوية جدا خاصة لزوجته التي كانت بالقرب من مكان الحدث». وأضاف: «يجب حسم أمر الإهمال في مثل هذه الأمور، لأن الكثيرين سيروحون ضحية بهذه الطريقة، وهناك أسر ستفقد أعزاء وفلذات أكباد مالم يعاقب المتسببون في مثل هذه الحالات». من جهته، ذكر علي أبو عاصي قريب الراحل علي منشو أن زوجة المتوفى ووالدته لم يأكلا أو يشربا منذ يوم الحادثة وحتى الآن من هول الصدمة التي وقعت عليهما كالصاعقة، كما أن ابنته البالغة من العمر عامين «لجين» لم تتوقف عن البكاء منذ وفاة والدها وشقيقها.