شهد الحرم المكي الشريف أمس، كثافة وزحاما شديدا من الحجاج الذين توافدوا لأداء طوافي الإفاضة والوداع، ومغادرة مكةالمكرمة في آخر أيام التشريق وسط استعدادات وتجهيزات واستنفار كامل من رجال الأمن لمنع التدافع، وقد امتلأ صحن المطاف بكامل طاقته الاستيعابية، وساهم المطاف المعلق السفلي والعلوي وتوسعة الملك عبدالله التي تمت الاستفادة منها هذا العام في مواجهة الزحام. وأدى جموع الحجاج طواف الوداع بكل يسر وسهولة وراحة وطمأنينة في أجواء إيمانية سادها الأمن والأمان وفي ظل الرعاية الشاملة ومنظومة الخدمات المتكاملة التي وفرتها أجهزة الدولة بتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين، وبإشراف مباشر وميداني من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية، وشهد الحرم المكي الشريف كثافة كبيرة من الحجاج لأداء طواف الوداع، ما أدى لامتلاء صحن المطاف بكامل طاقته الاستيعابية وتحويل الفائض للمطاف المعلق والدور الأرضي والأول والساحات الخارجية. وقال ل«عكاظ» قائد قوة أمن الحرم المكي الشريف اللواء يحيى بن مساعد الزهراني «لم يحدث أي تدافع رغم هذه الكثافة الكبيرة من الحجاج الذين تدفقوا على الحرم لأداء طوافي الإفاضة والوداع أمس، وذلك بفضل الله أولا ثم بفضل الجهود المبذولة والخطط المعدة من قبل الجهات المعنية، حيث تم تفتيت الكتل المتجهة إلى المسجد الحرام من عدة اتجاهات، فيما تم استخدام توسعة الملك عبدالله الجديدة في امتصاص تزاحم الحجاج ومن ثم تنظيم دخولهم وخروجهم إلى صحن المطاف، فيما تم تفتيت هذه الجموع الكبيرة من الحجاج من خلال توزيعهم على جميع أروقة وأدوار المسجد الحرام، وتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، ومنع الجلوس في الممرات المؤدية إلى صحن المطاف». وأضاف: تم استنفار جميع طاقات رجال الأمن في الحرم المكي الشريف لمراقبة حركة الحجاج والمحافظة على أمنهم وسلامتهم داخل المسجد الحرام وساحاته، وذلك وفق الخطة التي تم إعدادها مع كافة الجهات الأمنية المشاركة في تنظيم حركة الحجاج والجهات المعنية لتقديم أفضل الخدمات لهم والمحافظة على أمنهم وسلامتهم وراحتهم. وأكد اللواء الزهراني أن الخطط التي نفذت أمس لاستقبال الحجيج اتسمت بالانسيابية بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية التي تابعت الحشود التي توافدت إلى المسجد الحرام، وأفاد أنه تم تخصيص عدد من أبواب الحرم للدخول فقط وأخرى للخروج، وتم وضع عدد من الإشارات الضوئية المحددة لذلك، وبين أنه تمت متابعة حركة الحجيج في المسجد الحرام بواسطة أكثر من 1200 كاميرا معنية بأمور المراقبة التلفزيونية، مرتبطة مباشرة بغرفة العمليات وشاشات المراقبة من أجل متابعة الأوضاع والوقوف على أداء المهام والعمل الرامي لتوفير أقصى درجات الراحة والأمن لهم، مؤكدا أن العمليات بالمسجد الحرام مرتبطة بمركز القيادة والسيطرة لأمن الحج في منى ومع بقية الجهات ذات العلاقة، وكانت على تواصل مع العاملين في الميدان وإعطاء التنبيهات في حالة وجود كثافة في مواقع والعمل على تحويلها إلى مواقع أخرى، لافتا إلى وجود خط ساخن بين قيادة القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام مع قيادة طيران الأمن العام.