أنهى المتبقون من حجاج بيت الله الحرام، اليوم، مناسك حجهم، بعد أن منّ الله عليهم بأداء الركن الخامس من الإٍسلام، وهم يرفلون بخدمات ورعاية شاملة أحاطت بهم منذ لحظة وصولهم. ورمى حجاج بيت الله الحرام، اليوم، آخر أيام التشريق، الجمرات الثلاث تحفهم عناية الله ورعايته مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة. ورصدت "واس" توافد الحجاج على المسجد الحرام لأداء طواف الوداع، تصاحبهم استعدادات وتجهيزات يشرف عليها رجال الأمن العام وقوى الأمن الداخلي والحرس الوطني والمرور والكشافة والدفاع المدني وغيرهم من الجهات المعنية بخدمة الحجيج لتنظيم حركة التفويج على المنشأة؛ لمنع الاختناقات والتدافع فضلاً عن سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر السعودي التي توزعت في مناطق عدة تحت الجمرات وفي جنباته. ويشهد المسجد الحرام كثافة كبيرة من الحجاج لأداء طواف الإفاضة والوداع وقد امتلأ صحن المطاف بكامل طاقته الاستيعابية والتي تقدر بأكثر من سبعين ألفاً في الساعة وتحويل الفائض عن الطاقة الاستيعابية للمطاف إلى الدور الأول من المسجد الحرام وسطح المسجد الحرام، حيث لم يحدث أي تدافع بين الحجاج رغم الكثافة الكبيرة، وذلك بفضل الله أولاً ثم بفضل الجهود المبذولة والخطط المعدة من قِبل الجهات المعنية. وجندت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ستة آلاف موظف تم توزيعهم على جميع أروقة وأدوار المسجد الحرام لتوعية وتوجيه وإرشاد الحجاج وتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، ومنع الجلوس في المشايات والممرات المؤدية إلى صحن المطاف، وتوزيع الكتيبات والمطويات التوعوية بعديد من اللغات، علاوة على تكثيف برامج الوعظ والإرشاد والتوجيه والرد على أسئلة واستفسارات وفود الرحمن ومراقبة عملية الطواف والسعي وتخصيص عديد من العربات للسعي بالمجان وعربات خاصة بذوي الحاجات الخاصة. كما جنّدت قوة أمن الحرم جميع طاقتها لمراقبة حركة الحجاج والمحافظة على أمنهم وسلامتهم داخل المسجد الحرام وساحاته، وذلك وفق الخطة التي أعدّتها بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية لتقديم أفضل الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام والمحافظة على أمنهم وسلامتهم وراحتهم. وقامت إدارة الدفاع المدني بنشر أكثر من ألف مسعف يتمركزون في ثلاثين نقطة في صحن المطاف والمسعى والمداخل الرئيسة للمسجد الحرام؛ لتقديم الخدمات الإسعافية للحالات الطارئة التي قد تحدث لبعض الحجاج كالإجهاد وغيره، إضافة إلى المراكز الصحية الموجودة داخل المسجد الحرام والمجهزة بكل ما تحتاج إليه من كوادر طبية ومستلزمات طبية. وتوجهت جموع الحجاج بعد إكمال نسكها إلى منافذ المغادرة البرية والبحرية والجوية، فيما اتجهت بعض الجموع للمدينة المنوّرة لزيارة المسجد النبوي.