في مشعر منى، بدا لي حاج يرفع صوته بالتلبية وهو يشاهد المنظر العظيم مع إخوانه المسلمين من كافة الأجناس والثقافات، وقد ارتسمت على وجهه ملامح الرضا والطمأنينة. الحاج أبو بكر تسوكان فرنسي من أصل تايلندي اعتنق الإسلام قبل عام بعد قراءة مكثفة لجميع الكتب السماوية، فاختار الإسلام لأنه وجد فيه ضالته. يقول ابو بكر إن الحج عبادة تدعو البشرية بندائها المميز إلى إخلاص العبادة للخالق وحده سبحانه، وتحثهم على توحيده وترشدهم إلى التسليم له جل في علاه، والحج مرحلة موعظة وتذكير حيث يتذكر الحاج يوم الرحيل إلى الدار الآخرة. وأضاف: حينما تنظر إلى الحجاج تراهم وقد بدت علامات الفرح على محياهم في الوقت الذي تسمع فيه لهجات الدعاء وهم يرفعون أيديهم بقلوب خاشعة لله سبحانه، طالبين المغفرة والرحمة، متناسين مشقة الطريق وحرارة الشمس. وعن أمنياته في الحج، قال أود أن يعم السلام في العالم، وأن تنتهي ملامح العنف والكراهية بين المجتمعات بنشر ثقافة التسامح والإخاء، وتوعية الناس بتعاليم الإسلام الصحيحة كما ذكرت في كتاب الله وسنة رسوله.