تجمعت كل الحركات الإسلامية الرادكالية على أرض الوطن تحاول عبثا تثوير الداخل بوسائل تحريضية مختلفة، والباحثون عن استقدام الفوضى داخل البلاد لن تعجزهم الوسائل للترويج لبضاعتهم عبر كل وسيلة ممكنة، وقد وجدوا في وسائل التواصل الاجتماعي أداة جيدة لبث أخبار ملفقة ودعمها بتسجيلات أو صور أو مشاهد للتدليل على ما يقولون أو يبثونه من افتراءات.. وخلال السنوات الماضية اكتسب هؤلاء المروجون مقدرة فنية في إخراج مشاهد مفبركة، أو استجلاب مقاطع جرت في سياق حدثي قديم وعرضها على أن أحداثها تنتمي لهذه الأيام، أو كتابة جمل تحريضية على جدران المؤسسات الحكومية أو جمل ترحيبية بالإرهاب كما حدث في إحدى المدارس وكتب بالخط العريض (داعش في قلوبنا)، أو استلهام وإذكاء الاختلافات المذهبية بين المواطنين.. صور كثيرة يستغلها المحرضون من أجل خلق الفوضى في الداخل.. هؤلاء المحرضون لا يفوتون أي فرصة لخلق الفرقة المجتمعية بمحاولة مستميتة لتفتيت اللحمة الوطنية بأي طريقة كانت، ومع الأحداث التي تمور في دول الجوار قام المحرضون باستجلاب مقطع للزامل (والزامل لعبة شعبية جنوبية يتم ممارستها في مناسبات الأفراح)، مدعين أن الأهالي أقاموا تلك الرقصة فرحا وتأييدا للحوثيين، ومع أن الأهالي نفوا ذلك الأداء، إلا أن المحرضين يبثون سمومهم بالكثرة الكاثرة حتى يشيع كذبهم وتضيع الحقيقة، فالكذب دعامة أساسية في دعوتهم (اكذب واكذب حتى يتحول الكذب إلى حقيقة في يقين الناس). وقد أعجبني تداخل معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة حينما غرد من خلال حسابه في تويتر مدافعا عن وطنية الأهالي ونافيا عنهم تهمة ما حاول المحرضون إلصاقه بهم. ولأن المحرضين على زعزعة أمننا واستقرارنا يستخدمون حسابات عديدة لإشاعة الكذبة الواحدة، فيجب على كل وطني أن يقف إزاء هذا التدليس والكذب الصريح موضحا وكاشفا زيفهم لمن يصدق دعواهم.. ولنعلم أن المحرضين يسعون جاهدين لترويج الفوضى، فإن بلغ إرهابهم جز الرؤوس في وحشية بربرية همجية، فكذبهم لا يقل بشاعة عن ذلك، فبخصلتهم الذميمة هذه استطاعوا تشويه الكثير من الحقائق زارعين البلبلة بين الناس. وتصبح مواجهة زيفهم وكذبهم هي ذودا عن أمننا واستقرارنا، والحاجة ماسة إلى تكاتف كل العقول السليمة لدحض زيف هؤلاء المحرضين وكشف ممارساتهم الدنيئة.