أكد عدد من الأدباء والمثقفين، أن تكريم نادي مكة الأدبي، البارحة، بحضور وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالعزيز خوجة هو تكريم لرواد الأدب والصحافة، من خلال دراساته في اللغة والأدب والتاريخ، وأدواره الإعلامية من خلال تأسيسه لصحيفة «عكاظ»، وغيرها من الأعمال التي قدمها خدمة للأدب والثقافة. حيث قال الكاتب والأكاديمي والباحث الدكتور عاصم حمدان: «يعد أحمد عبدالغفور عطار واحدا من أبرز رواد المملكة في المجال الثقافي، ويتسم إنتاجه بالموسوعية فكرا وتاريخا وأدبا، ظهر تأثير الأديب المصري عباس محمود العقاد عليه في مؤلفه الأول الذي حمل اسم «كتابي»، حيث حوى ذلك المؤلف نماذج من الشعر المنثور الذي اشتهر به في مصر والشام، كما كان العطار من أوائل من أصدروا ديوانا شعريا وهو «الهوا والشباب»، وكتب مقدمته عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وحاول التجريب في كتابه القصة والمسرحية والترجمة والتي يمثلها كتاب «الزنابق الحمر» للشاعر الهندي طاغور، وقد وقف العطار مثل العقاد في وجه المنادين بشعر التفعيلة ثم انصرف بعد ذلك إلى الكتابات التاريخية واللغوية وتوج حياته بحصوله على جائزة الدولة التقديرية في الأدب سنة 1404ه. من جانبه، أوضح الأمين العام لمركز الملك عبدالله لخدمة اللغة العربية الدكتور عبدالله الوشمي، أن العطار يمثل حضورا إعلاميا وعلميا وإداريا، ويمثل ذلك في عدد من المسارات التي عمل من خلالها، وإذا كان حضوره الإعلامي والإداري كبيرا وشهيرا بشكل لافت، فإن مساهمته اللغوية تستحق أن يحتفى بها بشكل خاص وهو مؤلف كتاب «آراء في اللغة» مع تحقيق كتاب «تهذيب اللغة»، وغيرها من الكتب وقد حظي كتاب «الصحاح» بتقديم شريف من الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، إضافة إلى مجموعة من الإبداعات القصصية الشعرية، ويمثل هذا الاحتفاء تقديرا مؤسساتيا لجهود هذا الرائد.. وآمل أن تكتمل الجامعات بدراسة إنتاجه». أما الباحث والكاتب الدكتور زيد الفضيل، فقال: «تكريم أحمد عبدالفغور عطار هو تكريم للنخبة الصحافية والثقافية في المملكة، وإن كان جاء متأخرا من الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية إلا أنه جاء في وقته الآن لكي يعرف جيل الشباب اليوم بعضا من سيرة جيل الرواد ممثلة في العطار، ولهذا أتمنى أن ينحو نادي مكة الأدبي منحى إعلاميا جديدا يصل إلى آفاق الشباب فما أحوجنا اليوم إلى أن نعمق من ظاهرة التراكمية المعرفية والثقافية من خلال تكريم جميع الرواد في المملكة».