عندما يصغي حضور افتتاح ملتقى النص بجدة الليلة لهيثم أحمد عطار، وهو يلقي كلمة عن والده، ثم يصغون بصرياً لعرض مصور عنه، لن تكون المرة الأولى التي يعمل فيها نادي جدة الأدبي على إزاحة أرتال النسيان عن رواد الكلمة في المملكة، فإذا كانت الأجيال الجديدة ستستعيد الليلة علماً من مؤسسي الصحافة، وأحد أوائل المشتغلين بتحقيق كتب التراث في المملكة الأديب الراحل أحمد عبد الغفور عطار (1334 - 1411ه)، من خلال تكريمه في "ملتقى النص" السنوي في نسخته الحادية عشرة، فهي حتما ستتذكر أن منظم الملتقى نادي جدة الأدبي قد سن هذا التقليد منذ ثلات دورات مضت كرم فيها من الرواد حمزة شحاتة، ومؤسسي أدبي جدة محمد حسن عواد وضياء عزيز ضياء، وأعاد ذكراهم للواجهة بكل ما قدموه من جهد وتضحيات للحراك الثقافي في المملكة منذ بدايات العهد السعودي. غير أن اللطافة تكمن هذا العام في اقتران محور الملتقى (اللغة والإنسان) مع تكريم أديب كرس جزءاً كبيراً من مشروعه الكتابي والبحثي للغة، فالساحة الثقافية السعودية لن تنسى محقق (مختار الصحاح، والصحاح للجوهري في 7 أجزاء) أحمد عطار المولود في مكةالمكرمة والحائز جائزة الدولة التقديرية عام 1404. ناهيك عن دوره الريادي في تأسيس صحيفة عكاظ، إضافة إلى ما يزيد عن 28 مؤلفاً غطت موضوعات كثيرة أدبية واجتماعية ولغوية وسياسية، من أهمها (صقر الجزيرة) في ثلاثة أجزاء. تتضمن فعاليات الافتتاح في فندق الحمراء سوفيتيل كلمات خطابية لكل من رئيس النادي الدكتور عبد المحسن القحطاني وكلمة المشاركين يلقيها الدكتور عوض القوزي، وكلمة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة. بينما تنطلق بدءاً من صباح غد جلسات الملتقى العلمية بواقع ثلاث جلسات يومياً، يناقش فيها المشاركون قضايا تتعلق باللغة والإنسان، في ستة محاور هي "اللغة والخطاب السياسي، اللغة والخطاب الديني، اللغة والخطاب الثقافي، اللغة والهوية، اللغة والأدب، اللغة والخطاب الإعلامي".