في الشارع لا نستطيع تحديد انتماءاتنا المهنية، ولا مهامنا الوظيفية، وليس هناك قانون يفضل احدا على احد، ولا يستثني احدا من تطبيق القوانين المشرعة ولا الاجتماعية العرفية، للطرقات نظام سير، بعضها علمونا إياه وغيرها كثير تعلمناها بالفطرة، والبعض اقتبسناها فجمعناها في سلة اختلط فيها الحابل بالنابل، والغلبة للداخل، لذلك طغت التصرفات الفردية كل حسب ثقافته وانطمست هوية المؤسسة المعنية بالسير. لكن هناك تفاصيل صغيرة قد لا تخطر ببال مسؤول، أو أنهم يرونها صغيرة ولا تستحق النظر فيها او حتى التحدث عنها، لكنها في عيوننا كبيرة وسبب لبعثرة المنظومة. نحن المدنيين ثقافيا تعلمنا أن نخلي الطريق للأمن والطوارئ الصحية والمدنية، عندما يكونون في مهمة على رأس العمل، لكنهم لم يخبرونا بأن رجل الأمن ايا كانت مكانته الوظيفية، يحق له ما لا يحق لأحد غيره، المركبات الحكومية الأمنية وسيلة لأداء مهمة أمنية وليس لتخويف المدنية من أجل قضاء حاجة شخصية. الطبيب يعتني بالمدني والعسكري، والمعلم يعلم ابناء المدني والعسكري، وكذلك المهندس والميكانيكي والجزار والحلاق وعامل النظافة، الكل يخدم الكل في وطن واحد، كل له قدره واحترامه ومكانته في المجتمع، لكن دون المساس بالحقوق الشخصية والعامة، دعونا نتصالح اجتماعيا، نتقارب أكثر، نقول صباح الخير يا وطني، صباح الخير ايها المعلم، صباح الخير يا دكتور، أسعدت صباحا ايها الجندي الأمين. لا تجعلوا من وظائفكم حواجز بينكم، ولا سلالم يصعد بها كل على الآخر متباهيا ومتناسيا ما له وما عليه، اليوم على رأس العمل ينعتونك بمسماك الوظيفي، وغدا يهيلون عليك التراب ولا أنيس إلا ما قدمته في حياتك لآخرتك!