قديما قال العلماء إن المرء يستطيع أن يتعرف على ملامح بداية الشتاء المقبل على المنطقة، إذا ما رفع رأسه إلى السماء ليرى بداية أسراب الطيور وهي ترحل سواء من الشمال إلى الجنوب أو العكس لتعلن مولد فصل ونهاية فصل آخر. لكن الأهالي الذين رزقوا عقبات تمثل لهم القارب الوحيد للتواصل من هنا إلى هناك للقرى والمدن، باتوا يتداولون قاعدة أخرى مفادها أن «بداية الشتاء صخرة تتساقط على العقبة» فتسد الطريق، عندها يدركون أن موسم الشتاء يهل قريبا، خاصة أن المسؤولين في تلك المناطق سرعان ما يعتبرون أن الصخور المتساقطة مفاجأة، ومع ذلك لا تتسارع الخطى لمنع الشتاء أو تساقط مزيد من الصخور، ليصبح الخطر جاثما على صدور الأهالي، الذين يجدون أنفسهم أمام خيارين إما تحدي الصخور والموت أسفل إحداها أو الارتهان للإغلاق الطويل، الذي لا ينتهي إلا إذا عادت تلال الصخور إلى صمودها. في عقبة الهدا حل الشتاء مبكرا، إذ تساقطت الصخور قبل أيام، ومع ذلك كان الأمر اعتياديا مثل كل عام، باتخاذ موقف واحد اسمه إغلاق العقبة، والبديل مسار السيل وصولا إلى مكةالمكرمة، من هنا اعتبر الأهالي والعابرون استمرار تساقط الصخور، دون وجود خطط وقائية أو نهائية يعني أن الخطط أيضا لا تعرف المبادرة، متسائلين إلى متى الغياب عن وضع الحلول الناجعة لإنهاء هذا الأمر؟. لكن الواقع يكشف أن هناك لجنة مختصة سرعان ما اجتمعت منذ يومين لبحث الأمر ووضع الحلول الدائمة للطريق، خاصة أن الحل يعتبر من المشاريع المتعثرة حسب تأكيدات المصادر. إلا أن الأهالي اعتبروا تعثر الحل هو في حد ذاته عقبة أمام العمل لمصلحتهم، مشيرين إلى أن اجتماعات اللجنة متكررة دون الوصول إلى حل، مما يعني ترحيل الأزمة. ويعزز ذلك الأمر تأكيدات المصادر أن اللجنة المختصة التي اجتمعت لم يخرج منها أي تصريح أو أي إشارة لحل يذكر، أو حتى تحديد مدى زمني لإنهاء الأمر ولو بصفة مؤقتة مثل كل عام، على الرغم من تأكيدات محافظ الطائف فهد بن معمر لأهمية معالجة الوضع، وما يطالب به المواطنون حول حسم هذه الإشكالية المتكررة من إغلاق وانهيارات للصخور، وذلك لأهمية الطريق في ربط الطائفبمكةالمكرمة وما يعد به الطريق من عوامل جذب سياحية. وفيما أعلن العميد خالد حجري مدير مرور الطائف بالإنابة أنه تم إعادة فتح الطريق بعد التأكد من سلامته للعابرين، بين أن الصخور تساقطت في منطقة الحلواني إلى ما بعد كوبري المعسل، وتم تدارك أي حوادث باستباقية الإغلاق موضحا أنه تم تحويل وجهة المسافرين عبر طريق الشاحنات (السيل - مكة)، فيما شهد الطريق أيضا حالات لتساقط الصخور. وتوقفت أرتال السيارات أمام بوابة الهدا، بعدما تم إغلاق العقبة فجأة، لتتقافز السيارات على الأرصفة واتخاذ طرق صحراوية للعودة إلى وسط المحافظة وتغيير المسار. وأوضح بيان من الدفاع المدني أن الطريق أغلق عصر السبت من قبل الجهات المعنية لعدة ساعات وأعيد فتحه بعد زوال الخطر. وفي الباحة انهارت الصخور كعادتها من العقبة، وإن كانت مبكرة هذه المرة في شوال الماضي، لكنها انهارت على سيارة عابرة ليصاب السائق بإصابات بالغة، لتباشر الأجهزة المختصة الأمر وإسعاف المصاب وفك احتجازه، ومحاولة إعادة الطريق.