تمثل الأمطار والسيول هما للكثير من العابرين عبر العقاب المنتشرة في المناطق، ومع كل موسم تكثر الشكاوى بإغلاق تلك الطرق، مما يمثل عائقا كبيرا أمام الحركة، خاصة أن الطرق البرية تحظى بالنصيب الوافر من المرتادين في الأيام العادية، فيما تشهد إقبالا ملحوظا في مواسم الصيف والإجازات. ولأن الجبال باتت تمطر صخرا، يعتقد الكثير من الأهالي أن استمرار مطر الصخور على مدى تلك السنوات الماضية أمر غير مقبول، لأنه يجب تدخل الجهات المختصة، بوضع المصدات اللازمة، متسائلين عن المعنى من حوادث انهيارات صخور مستمرة منذ سنوات دون العثور على حلول لها. في الطائف على سبيل المثال تتكرر شكوى الأهالي على فترات متقاربة، في وقت يطالبون بضرورة وضع حل مفصلي لانهيارات طريق الهدا الصخرية ومعالجتها بشكل يضمن عدم إغلاق الطريق مع أول زخة مطر تتهلهل معها صخور الطريق وتثير الخوف والرعب وتغير بوصلة السفر والسياحة 180 درجة في غضون ثوان حيث يغلق الطريق وتحال أسفارهم وتجارتهم إلى مكةالمكرمة وذلك عبر طريق السيل. وكشف ل«عكاظ» مصدر مطلع أن عمال الشركة المسؤولة عن الطريق باتوا لا يفرحون بالمطر كثيرا كغيرهم وما إن تتلبد الغيوم حتى يظلون مرابطين أمام مركباتهم لسرعة نقل الصخور وإزاحتها وشعورهم بقلق مستمر حتى تتفرق السحب موضحا انه بمجرد سقوط كميات من الصخور ولو بأحجام صغيرة يغلق الطريق وتستدعى الشركة لإزاحتها. ولم يكن الكابوس المتجدد حصرا على الشركة والعاملين فيها بل يؤرق كل سكان عاصمة المصايف وزوارها والمصطافين وتساءلوا هل وزارة النقل تعجز أمام معالجة الانهيارات الصخرية وهي تمتلك الخبرة الكافية والأموال الطائلة أم أنه سوء في التخطيط. ويتميز طريق الهدا بروعة التصميم وجمال الطبيعة الجبلية ما يدفع بالكثير من المسافرين والسياح لارتياده غير ان إغلاقه المتكرر ينغص عليهم دائما. وأكد عبدالعزيز العتيبي وتركي السفياني ومحمد المولد أن إغلاق الطريق يتعارض مع أهمية الطائف ومركزيتها وما يزيدهم ألما أنها تحتفل بعاصمة المصايف وأهم طرقها التي تصل بمكةالمكرمة تغلق بشكل متكرر مع الأمطار وتعاني انهيارات الصخور. وتعاني عقبة المحمدية كذلك من غياب الاهتمام ما تسبب في سقوط الصخور والانهيارات في وقت الأمطار وتأخير تحركات المواطنين وسالكي الطريق. وجدد سالكو طريق الهدا مطالبتهم بضرورة التنسيق بين مرور الهدا والنقطة الأمنية في الكر أو وادي نعمان عند إغلاق الطريق بتحويلهم إلى طريق السيل وإبلاغهم بذلك حتى يستطيعوا العودة بدلا من الاحتجاز والانتظار لساعات في عقبة الهدا بالطائف وهذا المشهد يتكرر في كافة الأوقات عند هطول الأمطار مما يؤدي إلى تأخير العائلات وبقائهم لوقت طويل في السيارات. وكان الطريق استنزف ميزانية وصلت 218 مليونا قبل خمسة أعوام لازدواجيته وإنارته ووضع مشدات للصخور ولكن لم تفلح لإنهاء مسلسل الانجرافات الصخرية. في الباحة لا يختلف حال المعاناة، ومخاوف الأهالي، في ظل الانهيارات الصخرية التي تغلق العقاب، والحوادث المرورية المتكررة على تلك الطرق. إلا أن مدير العلاقات العامة والإعلام بإدارة النقل بمنطقة الباحة المهندس مسفر المالي، أوضح أنه يوجد في منطقة الباحة عقبة الباحة وحزنة والأبناء وعقبة قلوة وتعد من أهم العقاب في منطقة الباحة والتي تربط السراة بتهامة الباحة وحركة السير فيها الآن قائمة، حيث إنها تصان ضمن طرق الصيانة، ولها اعتمادات مالية ضمن طرق الصيانة. وبين أنه عند هطول الأمطار تكون هناك متابعة من قبل فرقة السلامة بإدارة النقل لما يتبع ذلك من آثار، وفي حال حدوث أي انهيارات أو تساقط أحجار أو أتربة يتم إبلاغ الشرطة للمباشرة فورا والقيام بإزالة أي عوائق في أي عقبة من تلك العقاب، وإبعاد أي ضرر يتسبب في عرقلة الحركة المرورية إضافة إلى ان هناك تنسيقا مع الجهات المختصة كالدفاع المدني والمرور في الإبلاغ عن أي عوائق ويتم إغلاق أي عقبة عند حدوث أي انهيارات حتى تتم إزالتها من قبل فرقة صيانة وأعمال الطرق. طريق أبها/الطائف وطريق السودة/رجال ألمع عبر عقبة الصماء التي تربط منطقة عسير بمنطقة مكةالمكرمةوالباحة عبر طرق وعرة صعبة التضاريس على امتداد جبال السروات، ونفذت العديد من مشاريع الطرق وتحسين ازدواجيات الطرق فيها وقد قطعت الشركات المنفذة لازدواجية طريق أبها/الطائف السياحي شوطا كبيرا لتنفيذ عدد من المشاريع بعد أن تم تخصيص عدد من المواقع لإعداد وتركيب الآليات والمعدات الخاصة بالأعمال الإنشائية التي تستخدم لأول مرة في المملكة إضافة إلى تحديد وتهيئة مواقع الإسكان للأيدي العاملة في المشروع. ويأتي هذا الإجراء ضمن سعي المسؤولين عن قطاع الطرق والنقل لتحسين وتحديث شبكة الطرق السريعة بالمملكة خاصة أن مشروع إنشاء ازدواج طريق الطائف/أبها يعد أحد المشاريع العملاقة الرائدة في هذا المجال. وتم تنفيذ مشروع ازدواج طريق الطائف/أبها من خلال مرحلتين تشمل الأولى 3 أجزاء تبدأ من مدينة الطائف وتنتهي بمدينة الباحة حيث يبلغ طول المشروع حوالى 187 كلم بتكلفة تقدر ب600 مليون ريال وقد تم الانتهاء منه، فيما تبدأ المرحلة الثانية من المشروع من مدينة أبها وتتجه شمالا إلى محافظة النماص وتنقسم بدورها إلى جزءين حيث يبلغ إجمالي طول الطريق المزدوج في هذه المرحلة حوالى 100 كلم. ولا تشمل المناطق التي توجد بها ازدواجيات سابقة تخترق القرى والمحافظات والمراكز مثل صبح، بللسمر، تنومة، النماص وتم الانتهاء منه وتقدر تكلفة تنفيذه بحوالى 400 مليون ريال سعودي، فيما تتميز مرحلة المشروع بوعورة الطرق الفردية القائمة حاليا نظرا لطبيعة المنطقة الجبلية الكثيرة المنعطفات فيما يتضح أن الهدف الأساسي من تنفيذ هذه الازدواجيات علاوة على تأمين الحد الأعلى من السلامة المرورية واختصار الوقت والطاقة المستهلكة؛ إنشاء طرق حضارية ذات معايير دولية خاصة إذا نظرنا إلى العدد المخيف من حوادث المرور التي تؤدي في أحيان كثيرة إلى نتائج وخيمة من وفيات وإصابات وإعاقات فيما ستساهم ازدواجية الطريق في تقليل درجة الانحدار بقدر الإمكان وعمل الحواجز الواقية ومحاولة إيجاد بدائل للمسارات الحالية الخطيرة بمسارات جديدة وتأمين اتضاح الرؤية للسائقين ومن الأمثلة للعقبات الخطيرة التي سيتم تحسينها عقبة الهدار في سدوان ببللسمر. غير أن هناك الكثير من العوائق التي تعترض مسار الطريق ويتوجب إزالتها أو ترحيلها بعيدا عن مسار الطريق مثل أعمدة الكهرباء وكوابل الهاتف والمنشآت والملكيات الخاصة كذلك من المسائل الهامة عمليات الردم لتشكيل جسم الطريق بالمناطق المرتفعة وعلى جوانب الجبال، حيث يتطلب الميل الجانبي للطريق اقتطاع أجزاء كبيرة من مزارع المواطنين ولتفادي ذلك يتوجب إنشاء حوائط ساندة من الخرسانة المسلحة لتقليل الجزء المستقطع من الأراضي الزراعية بقدر الإمكان وتقليل تكلفة إنشاء الطريق. وقد سخرت طرق عسير العديد من الاعتمادات لهذا الطريق في ميزانيتها التي بلغت قيمتها مليارا و355 مليون ريال وبطول 630 كيلومترا وتشمل المشاريع الجديدة، وكذلك استكمال بعض الطرق، وزيادات لبعض المشاريع، وكذلك المشاريع المعتمد دراستها وتصميمها. واشتملت على استكمال المرحلة السادسة لطريق أبها/الطائف (جزء منطقة عسير) مع حمايات وجدران استنادية ومداخل قرى للأجزاء المنفذة سابقا بطول 35 كيلومترا، واستكمال عقبة سنان الجزء العلوي، واستكمال طريق محبة بالمجاردة/آل فصيل مجوع سد عامر. كذلك من المشاريع المعتمد دراستها وتصميمها طريق ترج أسفل عقبة القامة، وطريق خارف/صبح، مخطط خارف، وطريق خارف/بللسمر بطول 43 كيلومترا وتشير الإحصائية لشعبة السلامة المرورية بعسير إلى أن حوادث العام الماضي وصلت فى طريق أبها/الطائف أكثر من 344 حادثا منها 234 مصابا و211 وفاة. وقد أبدى عدد من المواطنين في عسير رضاهم لما شاهدوه من اهتمام ومشاريع قائمة حاليا على تطوير طريق أبها/الطائف على امتداد طريق الحجاز وصولا إلى الطائف حيث يقول سلطان علي محمد المغامري ان هذا الطريق الجبلي الموصل لعسيربالباحةبالطائف يشهد زحاما وحركة مرورية كبيرة وخاصة في موسم الصيف ونفذ جزء كبير منه في طريقين منفصلين وهذا الطريق سجل حوادث كبيرة نتيجة كثرة الانحناءات والتعرجات والعقبات الشاهقة وشهد العديد من الحوادث الكبيرة ونطالب بان يتم وضع الحلول العاجلة في تعثر بعض شركات تنفيذ هذا الطريق وهو حاليا افضل من قبل بكثير نتيجة للمشاريع التي اجريت وجار العمل فيها وهو امر مرض ولكن ايضا لا بد من الصيانة الدورية والمتابعة واستكمال ما تبقى من مشاريع لذلك الطريق. ويرى محمد يحيى موسى أن هذا الطريق يشهد حاليا العديد من المشاريع الكبيرة والجاري تنفيذها على امتداد الطريق الموصل إلى الباحة عن طريق باللحمر وبللسمر والبشاير والنماص وصولا إلى الباحة وربما تضاريس المنطقة الوعرة أدت إلى تأخر العديد من هذا المشروع وتوقف البعض ولكن في تطور مستمر ونطمع في متابعة أعمال تلك الشركات. وألمح إلى أن طريق عقبة الصماء الموصل إلى رجال المع وهو مسار الحنش كما أسموه او الأصم نظرا لشكله المتعرج على شكل ثعبان والأصم من كافة جانبي الطريق يحتاج إلى إعادة نظر وفتح طرق أخرى بديلة له كونه شهد العديد من الحوادث المميتة وخاصة وقت الانزلاقات في الأمطار وكثافة الضباب. ويتفق معتوق سالم مفرح عسيري على أن طريق عقبة الصماء والطريق المؤدي إليها عبر طريق السودة يشهد زحاما وحركة مرورية كبيرة وخاصة في موسم الصيف ويجب ان تكون هناك طرق بديلة وعقبات أخرى تخفف من الضغط على هذا الطريق. وعن جديد مشاريع تلك العقبة وتخفيف العبء عليها أكد المدير العام للنقل بعسير المهندس علي سعيد بن مسفر أن إدارة الطرق في المنطقة تدرس حاليا تنفيذ مشروع مسار بديل لعقبة الصماء عن طريق الجهة الشرقية من الجبل. مبينا أن إعادة تصميم الطريق قد أدرجت ضمن برنامج إعادة تصميم بعض الطرق الوعرة في منطقة عسير، خاصة عقبة الصماء وعقبة حبو العانزة التي تم اعتمادها ضمن ميزانية إدارة الطرق. وأضاف ابن مسفر أن المشروع سيطرح في مناقصة لتتم ترسيتها على إحدى الشركات الوطنية، مبينا أن المشكلة الرئيسية تكمن في وعورة المنطقة والطرق المؤدية إليها؛ فعسير معروفة بوعورة طرقها؛ كونها منطقة جبلية. وأشار إلى أن قلة عدد الحوادث على هذه العقبة ترجع إلى حذر السائقين من وعورة وخطورة الطريق.