أعلن محافظ الطائف عبدالعزيز بن معمر ل«عكاظ» عن مشروع كبير لمعالجة جذرية لطريق الهدا، في أعقاب الانهيارات الصخرية التي أغلقت الطريق مؤخرا، إثر اجتياح الأمطار والسيول للمنطقة على مدار الأيام الماضية. وفيما وقف المحافظ أمس على الطريق الذي اضطرت الجهات المختصة لإغلاقه أمس الأول، بعدما انهارت الصخور وسدت الطريق، أكد أن من ضمن الحلول المطروحة لإنهاء عملية انهيارات الصخور، والموضوعة على طاولة الجهات المختصة، تثبيت المناطق القابلة للتساقط وإرساؤها بجسور عملاقة تمتد على طول مواقع الخطر، مضيفا أن هناك دراسة مستفيضة سابقة لمعالجة الطريق، مشيرا إلى أنه يتابع الحدث ميدانيا، وفي تواصل مع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة. وكان محافظ الطائف اطلع على كافة الانهيارات التي شلت طريق الهدا السياحي، خاصة منطقة المعسل، يرافقه العميد محمد بن رافع الشهري مدير الدفاع المدني، والعميد عبدالله آل عبيد مدير عام مرور المحافظة، بالإضافة إلى المهندس عمر الحسيني مدير عام الطرق بالطائف، ومصلح الحارثي مندوب شركة بن لادن المنفذة للمشروع. وواصلت فرق الإنقاذ المشتركة أعمالها أمس في إزاحة الصخور، والتأكد من عدم وجود ضحايا بشرية تحت الصخور المتساقطة. ثالث إغلاق من جهته، أكد ل«عكاظ» العميد عبدالله آل عبيد مدير عام مرور الطائف أنه تمت مضاعفة القوة البشرية لرجال المرور على امتداد الطريق والوقوف على مكامن تساقط الصخور، مشيرا إلى التعامل السريع مع الموقف، والإيعاز لوقف دخول المركبات من خلال وضع نقطتي ضبط أمني، الأولى في نقطة الهدا في أعلى الجبل، وكذلك التنسيق مع نقطة أسفل الكر لمنع دخول المسافرين، وتحويل وجهات سفرهم مع طريق السيل. وأوضح أنها المرة الثالثة التي يتم فيها إغلاق الطريق خلال أمطار الطائف، مشيرا إلى وضع خطه احترازية للمركبات التي دخلت الطريق أثناء التساقط بوضع نقاط للدوران داخلية على مشارف منطقة المعسل التي شهدت التساقط، لتتم إعادة وجهتهم من جديد. وشدد مدير المرور على أنه «لو لم نقم بإغلاق الطريق نظير حجم الانهيارات، لشهدنا مسرحا دمويا بسبب الحوادث المرورية وإزهاق الأرواح». وعن الفوبيا التي دائما ما تتكرر عند هطول الأمطار كشف أن توسعة طريق الهدا تعتبر من احدث المشاريع التي تم تنفيذها وتخترقها سلسلة من جبال السروات الشاهقة، وعدد كبير من الأودية التي تجر معها الصخور، مفيدا أنهم يعملون حاليا في ورشة عمل يومية بمشاركة الدفاع المدني وإدارة الطرق والمواصلات والأمانة والجهات ذات الشأن للخروج بمقترحات عاجل تؤمن حياة سالكي الطريق. وبين أن مسألة إعادة فتح الحركة المروية من جديد تعتمد على تقرير نهائي من الدفاع المدني وإدارة المواصلات، والذي يتضمن سلامة الطريق من جميع الجوانب، مشيدا بأهالي الطائف الذين ساندوا الجهات التي تعمل على إزاحة الانهيارات في التبرع بمركبات تساهم في نقل الصخور وإعادة التهيئة العامة، ملمحا إلى بعض المشاكل التي يجب معالجتها في طريق الهدا تتمثل في العمل لسحب الصخور العالقة في قمم الجبال وهي من مخلفات الشركة المنفذة بعد شق الطريق، ووضع مشدات أسمنتية. فتح الطريق وطمأن المهندس عمر الحسيني مدير إدارة الطرق والمواصلات بالطائف الأهالي، ورواد الطريق، مؤكدا أنه سيتم افتتاح الطريق وإعادته للحركة المرورية خلال اليومين القادمين، مضيفا أن العمل قائم على قدم وساق لإزاحة الصخور لتمكين العابرين من سلك الطريق. وبرر الحسيني الخطر القائم لقوة الأمطار التي هطلت أمس الأول على الطريق، كاشفا عن دراسة يتم إعدادها ورفعها إلى الوزارة لمعالجة منطقة الانهيارات. استئجار معدات من ناحية أخرى، كشفت مصادر خاصة ل«عكاظ» عدم امتلاك شركة الصيانة مركبات تتعامل مع الحوادث التي تطرأ في طريق الهدا، الأمر الذي يفاقم الأزمة دائما، وهو من الأسباب التي تطيل عملية تدارك الوضع. وأوضحت المصادر أنه تم رفع خطابات إلى شركة الصيانة لتأمين «شيولات وقلابات» لإزالة دمار الصخور، إلا أنه تم اللجوء لاستئجار 3 معدات من الأمانة، ومعدتين أهليتين. خلية نحل وبرز خلال عملية تهيئة طريق الهدا، عمل مرور الهدا بكامل طاقاته بقيادة المقدم مسفر العتيبي، والذين بذلوا جهدا بالغا ودؤوبا في إقناع المسافرين والفضوليين إلى تغيير الوجهة إلى طريق السيل مكةالمكرمة، بدلا من طريق الكر. وشكل المركز بكامل أفراده وضباطه خلية نحل متواصلة منذ لحظة هطول الأمطار وحتى الآن في التنسيق وإدخال مركبات الطوارئ والصيانة إلى نقطة الانهيار ومنع دخول المسافرين والفضوليين لاستطلاع الوضع. مشاهدات من الموقع • رصدت عدسة «عكاظ» لحظات استرخاء أعداد كبيرة من العمالة لفترات تحت ظلال مركباتهم، بعد ساعات طويلة من الكدح والعمل من أجل إزاحة الصخور. • بذل رجال الدفاع المدني جهودا ملحوظة في تنظيف بقايا زيوت المركبات الكبيرة التي تناثرت على الطريق جراء العمل، وذلك حتى لا تكون مواد سائلة على طبقة الأسفلت، وتهدد الأرواح.