وأنت في سوق الصواريخ تشعر أن العشوائية تتسيد الموقف، فمن العمالة التي تجلس خلف البسطات لبيع مأكولات مكشوفة إلى وجود بسطات كاملة لبيع الملابس المستعملة مجهولة المصدر، فضلا عن محال تجارية يتعامل في بعض السلع الغذائية مجهولة المصدر وتبيعها بأسعار بخسة ويقبل عليها الزبائن دون أن يطالع الواحد منهم تاريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية، والأدهي من هذا كله توجد بسطات لبيع قدور الطبخ المستعملة، إلى جانب باعة جوالين يعرضون المياه في القوارير، أكد بعض المتعاملين في السوق أن هذه المياه ليست نقية وإنما يتم تعبئتها في أحواش شعبية ويتولى الباعة الجائلون ترويجها خاصة للعاملين ورواد السوق. وأجمع عدد من المتسوقين أن هذه البسطات بمثابة مواقع متحركة لبيع السموم لأن الأغذية التي تابع بها ملوثة بعوادم السيارات والغبار فضلا عن أنه يجري إعدادها في بيئة غير صحية. وحينما يتجول الزائر والمتسوق داخل هذا المعلم التجاري يصطدم ببعض العمالة الوافدة التي تبيع الأطعمة المكشوفة في العراء، إذ تجد بائع البسبوسة ينادي بأعلى صوته للزبائن رغم خطر تناولها بسبب إعدادها البدائي والخالي من اشتراطات السلامة بخلاف تعرّضها للهواء الملوّث كون سوق الصواريخ يقع بجوار المنطقة الصناعية التي تزخر بالمصانع. وفي زاوية أخرى من السوق تجد أحد الوافدين يبيع البليلة التي لاتختلف عن سابقتها في الضرر على من يتناولها وكذلك بيع الخضروات والفواكه المعرّضة للتلوث دون رادع. ومن الأشياء الضارة التي تباع في السوق الشهير الملابس المستعملة والتي حصل عليها أصحابها من أهل الخير حيث يقومون ببيعها على أصحاب البسطات من العمالة الوافدة بأسعار زهيدة ومن ثمّ يعمد الباعة بإعادة غسيلها ثم يبيعونها مرّة أخرى على الزبائن بعد أن يوهمون الزبون بجودتها من خلال تغليفها بأكياس لكي تبدو بأنها شبه جديدة ويساعدهم في ترويج بضاعتهم الأسعار الزهيدة التي يبيعون تلك الثياب بها حيث لايتجاوز سعر الثوب الرجالي 20 ريالا. وفي هذا السياق أوضح أحمد هزازي أن هذه الثياب اختلط فيها الجيد بالرديء، فمن يضمن أن من كان يستعمل تلك الثياب خاليا من الأمراض الجلدية المعدية والتي يعزز بقاءها داخل الثياب طرق غسيل تلك الثياب والذي وصفها الهزازي «غير جيدة». أما عبدالخالق الزهراني فقد طالب الجهات ذات العلاقة بمنع بيع الأواني المستعملة في الطبخ مثل قدور الضغط التي تآكلت بفعل الصدأ وتمكث معروضة للبيع في الشمس لساعات طويلة وهذا بلا شكّ يضرّ بمن يشتريها لاستخدامها في الطبخ كونها باتت متآكلة وصدئة. وعبر عدد من الزبائن عن امتعاضهم من قيام بعض الوافدات من جنسيات أفريقية بالتسول في السوق. وفي موازاة ذلك نفى مصدر في أمانة جدة القصور على مراقبة السوق، مؤكدا بأن البلدية التي يتبع لها سوق الصواريخ تنفذ جولات رقابية بصفة مستمرة حسب جدول يومي وبطريقة مباغتة وتعمد إلى إزالة ومصادرة كل المخالفات في الموقع.. مضيفا بأن هناك أماكن مخصصة لمصادرة تلك البضائع فإن كانت تحت جودة ولم تنته مدة صلاحيتها وقابلة للأكل تجمع في صناديق مخصصة وتعطى إلى الجمعيات الخيرية بعد أن تفحص جيدا، وإن كانت تلك المواد الغذائية منتهية الصلاحية تصادر فورا ويذهب بها إلى أماكن مخصصة لإحراقها وإتلافها ولا يمكن استرجاعها.