تظل الأسواق الشعبية ملجأ لكثير من البضائع، لذا فهي تستهوي الكثير من الناس، بحكم أنها تعرض الكثير مما يبحثون عنه وما هو مرتبط بهويتهم وثقافتهم، ما يعني أن تلك الأسواق قادرة على جذب البضائع والزبائن معا في آن واحد، والتي منها الملابس المستعملة، أو ما يعرف بين أكثر الناس ب«البالية»، وهي أبرز ما يطلبه زبائن هذا النوع من السلع، وخصوصا بعض المواطنين والمقيمين، وهم شريحة من زبائن دائمين لسوقي الجمعة والثلاثاء الشعبيين ب «المخواة». ويؤكد عبدالغفور (صاحب إحدى البسطات، من الجنسية الباكستانية)، والذي يعرض في بسطته الثياب والغتر والأشمغة، بل وحتى الأحذية البالية أن هناك إقبالا كبيرا عليها، وبخاصة من بعض شرائح المقيمين والمواطنين. وأضاف «نحن نعرض الملابس القديمة والمستعملة، لكنها ليست بالية، هناك ما يعرض من الملابس تعاني خللا بسيطا في عملية الخياطة أو التشطيبات»، وهي كما أشار عبدالغفور تباع بثمن يزيد على ثمن الملابس المستعملة والقديمة نوعا ما. وعن كيفية حصوله على تلك الملابس الجديدة، يقول: «بعض التجار أصحاب المحلات يبيعها لنا فيما يسمى بالتصفية، فنحصل على بضاعة جيدة بسعر معقول». وعن زبائن الملابس المستعملة، أشار عبدالغفور إلى أنهم ليسوا فقط من الفقراء ومحدودي الدخل، ولكن هناك زبائن من مختلف الطبقات والذين يبحثون عن ملابس بأسعار بسيطة. وعن تعاطي الزبائن مع القطع، يقول عبدالغفور: «بعض الزبائن يقلبون القطعة ويركزون على جودة الخياطة، والبعض يبحث عن خامة جيدة، بل ويسأل عن أسماء غتر وأشمغة معينة، وخصوصا السعوديين، أما المقيمون فلا يهتمون بمثل هذه التفاصيل، فهم يريدون شراء قطعة للاستخدام بسعر معقول». ويشير فاضل عبده (يمني الجنسية) والذي كان برفقة أحد أبناء جلدته يتفحصون الثياب الملونة إلى أن وجود ملابس مستعملة في السوق الشعبي شيء جيد، وأضاف «ظروفنا المادية لا تسمح لنا بشراء الملابس الجديدة؛ لذا أقصد سوق الثلاثاء بالمخواة كلما احتجت لشراء ثوب أو شماغ أو غترة أو حتى حذاء أكرمكم الله». وزاد «أنا أب لخمسة أطفال في اليمن معظمهم في المدارس، ولا أستطيع تأمين كافة مستلزماتهم من السوق العادي؛ لذا أشتريها من هنا وأرسلها لليمن». مرافق فاضل ويدعى عبدالغني سعيد يقول إن القطع المعروضة في معظمها مستهلكة، إلا أن الناس يقبلون عليها بكثرة، ومنها ثياب الأطفال والكبار وقمصان النوم والسراويل والغتر والشمغ، وبعض الملابس التي تصلح لاستخدامها من قبل بعض العمال، كالملابس الرياضية وغيرها. «عكاظ» زارت الدكتور سامح عبدالعظيم طبيب الجلدية بأحد المستشفيات الخاصة، وسألته عن تلك الملابس المستعملة وما مدى ملاءمتها صحيا مع الناس، فقال: «أنصح من يشتري هذه القطع والملابس بتنظيفها أولا نظافة جيدة لدرجة التعقيم، إذ أن معظم تلك الملابس يمكن أن تكون محتوية على أمراض جلدية معدية، وبخاصة مرض الجرب والبهاق وبعض الأمراض الأخرى».