أكد مسؤولان فلسطينيان أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لفرنسا، جاءت في ظل ظروف صعبة تمر بها المنطقة العربية، وخاصة القضية الفلسطينية، موضحين أن الأمير سلمان طرح ملفين هامين في زيارته يتعلقان بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، بالإضافة إلى معالجة ملف الإرهاب الذي يضرب المنطقة العربية. وأشارا في تصريحات ل«عكاظ»، أن نتائج الزيارة ستنعكس إيجابيا لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية عقب المحادثات التي أجراها سموه مع القادة الفرنسيين، نظرا لما تتمتع به المملكة من تأثير ومصداقية دولية. فمن جهته، قال الدكتور محمود الهباش مستشار الرئيس محمود عباس للعلاقات الإسلامية، لا شك أن زيارة سمو ولي العهد لفرنسا جاءت في ظل ظروف هامة تمر بها المنطقة، خاصة أنه طرح ملفين هامين يتعلقان بالعدوان الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، ومسألة الإرهاب في المنطقة، والمملكة دوما كانت في الميدان ولم يتوقف دعمها السياسي ولا المادي الذي قدمته وما زالت تقدمه للقضية الفلسطينية. وأضاف: إن موضوع الإرهاب ليس موضوعا شرق أوسطيا أو إسلاميا وعربيا فقط، بل هو موضوع دولي، وبالتالي الإرهاب لا يهدد فقط منطقة الشرق الأوسط أو المنطقة العربية بل كل دول العالم، ونحن كأمة عربية وإسلامية أكثر من اكتوى بنار الإرهاب في السنوات الأخيرة، ولذلك يهم المملكة وكل المنطقة العربية أن تضع حلولا جذرية وليس حلولا أمنية تراعي مقاومة الفكر بالفكر والنظرية بالنظرية وليس فقط من خلال العمليات العسكرية والأمنية، موضحا أن القضية الفلسطينية وملف الإرهاب سيكونان من أبرز الملفات الهامة التي ناقشها الأمير سلمان مع القادة الفرنسيين. وتابع: إنه عندما تحل مشاكل المنطقة السياسية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية نكون قد تمكنا من نزع كل مبررات الإرهاب في المنطقة، وبالتالي نساهم مساهمة حقيقية في تخليص العالم وحمايته بشكل كامل من جرائم الإرهاب وآثاره، والغرب يتحمل مسؤولية أكثر من المسؤولية التي يتحملها العالم العربي والإسلامي. الدكتور رمزي رباح عضو المجلس الوطني الفلسطيني وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، قال: إن زيارة سمو الأمير سلمان إلى فرنسا تأتي من أجل بلورة موقف عربي لمواجهة ما تمر به المنطقة من قضايا هامة تتعلق أولا بالقضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان شرس، بالإضافة إلى ما تمر به المنطقة من موجة إرهاب من منظمات متطرفة ونظرا لما تمثله المملكة من موقع وبما تمثله من مركز ثقل عربي وإسلامي ودولي ومصداقية في المجتمع الدولي. وأوضح أن نتائج زيارة سمو الأمير سلمان لفرنسا ستنعكس إيجابيا على القضية الفلسطينية لأن المملكة تضع القضية الفلسطينية على رأس اهتماماتها وأولوياتها، خاصة أنها تأتي في ظرف حساس وخطير للغاية، فهناك عدوان إسرائيلي واسع على شعبنا في غزة، وكل هذا يجري وسط عدم اكتراث دولي بما يحصل على الأرض، وعجز عن تقديم أي حل عملي لإيجاد صيغة يمكن بها أن ينقذ الوضع الذي يهدد بانفجار المنطقة، وغياب إمكانية حل دولي لما وصل إليه الموقف السياسي والأمني، وكذلك في ظل غياب أي أمل بالتسوية السلمية. وختم قائلا: لذلك تأتي زيارة سمو الأمير سلمان وتحركاته السياسية لتملأ فراغا سياسيا كبيرا وتضع فرنسا أمام قضايا هامة تحتاج لحل سريع.