أكد خبيران فلسطينيان أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لفرنسا تكتسب أهميتها في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة العربية من عدوان إسرائيلي وإرهاب من الجماعات المتطرفة، مؤكدين أن الأمير سلمان خير من يعبر عن القضية الفلسطينية، ويطرح همومها ويناقش قضاياها العاجلة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة. وقال السفير يحيى رباح الكاتب والمحلل السياسي، «إن التحرك الذي يقوم به الأمير سلمان هو نتيجة لقراءة عميقة للخطر الذي تتعرض له المنطقة سواء على صعيد الانفلات الإسرائيلي وحربها في غزة والقتل الأعمى والعشوائي ضد الشعب الفلسطيني أو تفشي الإرهاب». وأضاف: «إن الحراك السعودي هو لإعادة قراءة أوضاع المنطقة في ظل توغل وتوحش داعش والحرب الإسرائلية في غزة، وربما ينتج عن هذا الحراك إعادة تغيير في المعادلات العربية». وتابع قائلا: «معروف أن المملكة ترتبط مع فرنسا بعلاقات تفاهم عميقة جدا وهناك تقارب في المواقف الفرنسية السعودية، وننوه إلى الموقف الأوروبي الذي نتمنى أن يكون أكثر جدية سواء في لجم العدوان الإسرائيلي، أو في الوعي بأخطار الحراك الإرهابي الذي تقوم به داعش في المنطقة». المهندس عماد الفالوجي المراقب والخبير السياسي ورئيس مركز (آدم) لحوار الحضارات في غزة، قال: «نحن نثمن تحرك سمو ولي العهد إلى فرنسا حاملا معه عددا من القضايا العربية الملحة التي تحتاج إلى حل وأهمها القضية الفلسطينية في ظل ما تتعرض له غزة من عدوان وتدمير إسرائيلي، فهو خير من يعبر عن القضية الفلسطينية ولديه الاهتمام الأول بها». وأضاف: «لا شك أن الأمير سلمان سيجد تجاوبا من قبل القيادة الفرنسية التي تربطها علاقات وطيدة بالمملكة، ونتمنى أن يكون تحرك الأمير سلمان في اتجاهات متعددة خلال زيارته لفرنسا، وقد يكون هناك تحرك دولي فاعل لوقف العدوان في قطاع غزة خاصة أن فرنسا تقدمت بمقترح لمجلس الأمن باتخاذ قرار حول العدوان الإسرائيلي على غزة». وتابع قائلا: «إن سمو الأمير سلمان من الشخصيات المتابعة للقضية الفلسطينية منذ بدايات انطلاق الثورة الفلسطينية، وله علاقات وطيدة مع القيادات الفلسطينية وهو على علم كامل بما يجري هنا في فلسطين وهو الأقدر على التأثير الغربي وخاصة فرنسا». وأضاف الفالوجي: «من الواضح أنه وبعد محادثات الأمير مع القيادة الفرنسية وسبر أغوارها، سنجد نتائج هذه الزيارة في المرحلة المقبلة من أجل إيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية تساعد في القضاء على التوتر الذي عانت منه المنطقة في الماضي، ومن أجل توحيد الجهد العربي بشأن القضايا العربية الملحة وإيجاد آلية مستقبلية للعمل العربي المشترك».