أكد المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية الأوروبية الأسبق الدكتور خافيير سولانا، أن المملكة تتبنى سياسة حكيمة ولها وزن وثقل على مسار الأحداث في المنطقة العربية، مؤكدا على أهمية الزيارة التي بدأها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى فرنسا، حيث إنها تأتي في وقت تحتاج فيه الدبلوماسية الدولية إلى تحرك عربي مكثف إزاء إيجاد حلول لقضايا المنطقة. وقال سولانا في تصريحات ل«عكاظ»، إن الأوضاع في الشرق الأوسط والمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق المملكة تعكس أهمية الزيارة، منوها بأن الدولتين شريكتين في علاقات متنامية استراتيجية، موضحا أنه يتابع الساحة الدبلوماسية السعودية والتي تتسم بجهود حثيثة تحرص عليها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتحقيق أكبر قدر من الأمن والاستقرار في المنطقة والخليج. وقال: إن هذه الجهود تتطلب تعاونا دوليا وتعاونا مع أصدقاء وشركاء المملكة، معتبرا أن فرنسا حريصة على تطوير العلاقات المميزة مع الرياض. وأضاف: إن ملفات الشرق الأوسط لا سيما الأوضاع في غزة ولبنان وسوريا والعراق ستكون ضمن مباحثات الأمير سلمان في فرنسا، مستطردا بأن أعمال الإرهاب التي تقوم بها ما يسمى الدولة الإسلامية «داعش» جعل التنسيق العربي الأوروبي مهما جدا. ولفت سولانا إلى مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتقديم الدعم المادي للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب، مشددا على التعاون في مجال يعتبر ضرورة قصوى في هذه المرحلة. إلى ذلك، ثمنت الخبيرة في شؤون فرنسا والعالم العربي الدكتورة كلير دومسماي ورئيسة قسم فرنسا بالمؤسسة الألمانية للعلاقات الخارجية في برلين، زيارة الأمير سلمان إلى فرنسا، مؤكدة أنها تأتي في ظروف هامة تمر بها المنطقة ومن شأن هذه الزيارة أن تسهم في تنمية العلاقات والتوازن الدولي الأوروبي مع العالم العربي. وأشارت إلى أن المملكة تعتبر قطبا مهما للاستقرار في منطقة الخليج والمنطقة العربية ولها تأثير كبير على مسار السياسة العربية مما يجعل التشاور السعودي الفرنسي ذات أهمية خاصة لا سيما أن البلدين تربطهما علاقات وطيدة منذ زمن بعيد. وأكدت أن فرنسا لها دور في تكثيف العلاقات العربية مع أوروبا لما يمثله التاريخ الفرنسي والمسار الدبلوماسي الفرنسي من أهمية خاصة لهذه العلاقات. ومن المؤكد، أن الأوساط الأوروبية ستتابع زيارة الأمير سلمان المرتقبة لفرنسا بكل اهتمام والتي تأتي في وقت يشكل فيه التحرك الدبلوماسي العربي الأوروبي أهمية ملحة لما تنقله الساحات السياسية في الشرق الأوسط من أحداث لها تبعات لا يمكن الاستهانة بها فيما يخص الأمن والاستقرار على المستوى العربي والأوروبي والدولي.