استحدث يوم عالمي للضحك (13 مايو)، ولا أدري مين فيه يضحك على مين؟!، وأقيمت منتديات لهذا اليوم في بعض الدول، حيث يجتمع فيه الأعضاء من الجنسين في كل نادٍ، ثم يستلقون على الأرض رافعين أقدامهم للأعلى ويتقلبون ويضحكون كما الأطفال. وموضوع الضحك موضوع غامض لم نجد له تفسيرا مقنعا حتى الآن، ورغم أنني أهواه إلا أنني من أقل عباد الله ممارسة له، وقيل عنه الشيء الكثير، منه أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يضحك، وقد يشاركه جزئيا في هذه الحالة (القرد) لو أن أحد دغدغه في إبطه أو بطن قدمه فقط. واعتبره البعض غريزة وحشية تعود جذورها إلى الرغبة بافتراس الآخر، أو بالتهكم منه أو بالانتصار عليه. وعندما تعصف بالإنسان موجة ضحك يتوقف دماغه على الاهتمام بأي شيء آخر، وقد يكون سبب ذلك أنه حركة (ميكانيكية) أكثر منها عقلية، فالأطفال الرضع مثلا يضحكون في سن لا دور لعقولهم فيه. وذكر بعضهم منذ أربعة عشر عاما أن فتاة أمريكية ذهبت إلى طبيب أسنان ليعالج سنها، وفي أثناء المعالجة قالت للطبيب: ما كان أسعدنا لو أننا ولدنا جميعنا بلا أسنان، فأجابها الطبيب: ولكننا جميعنا مولودون بالفعل بلا أسنان، فطفقت الفتاة تضحك ضحكا متواصلا مدة ثماني ساعات بلا انقطاع، حتى اضطر طبيب الأسنان لأن يستدعي لها طبيبين آخرين ليسكتاها، ولكنهما لم يستطيعا أن يفعلا شيئا، وأخيرا توقفت عن الضحك بعد أن انفجرت زائدتها الدودية. وبمناسبة (اليوم العالمي للضحك)، نشر الباحث الألماني (ميكايل تيتزه) المتخصص في طب الضحك دراسة تقول إن الألمان يضحكون أقل بكثير من الآسيويين والأفارقة، بل وبقية الأوروبيين. ولاحظ الباحث أن 10 في المائة من الألمان يخشون من أن (يضحك عليهم أو منهم) الآخرون، وثبت أن الواحد منهم لا يضحك أكثر من مرة واحدة في اليوم كمعدل متوسط. والغريب أنني أسير على هذا المنوال رغم أنه لا تجري في عروقي ولا نقطة دم ألمانية واحدة. وما زال عندنا الكثير من الناس، عندما يستغرق الواحد منهم بالضحك ويتوقف، يتبعه قائلا: اللهم اكفنا شر الضحك. بعض الناس (فشتهم عايمة)، على رأي إخواننا أهل مصر، فأقل حركة أو شيء يضحكهم بدون سبب؛ لهذا قال العقلاء: الضحك بدون سبب هو قلة أدب. على أية حال، من أراد أحد منكم أن يحظى بشرف الانتماء إلى نادٍ من هذه النوادي التي ذكرتها في أول المقال، فعناوينها كلها عندي، بس هو يأمر، والله يعينه من كثرة الدغدغه أو (الزغزغه) خصوصا إذا كانت إحدى الزميلات المحبات (للفرفشة) مستلقية بجانبه ورافعة قدميها، وتلعب بهما في الهواء وكأنها راكبة (بسكليت) بالمقلوب. [email protected]