اطلعت على ما كتب عن بعض مواقف طه حسين في القضايا الاجتماعية والفكرية، ومنها ما كتبه عند قيام ثورة 1952م تحت عنوان: (ثورة حية وحياة ثائرة) كرر فيه أكثر من مرة أنه يريد أن تكون الثورة حية وأن تكون الحياة ثائرة، ومنها قوله: «.. أن يدفع المصريون إلى نشاط قوي عنيف لا يستريحون منه إلا حين يضطرون إلى النوم ساعات في كل يوم، وأن يكون النشاط متنوعا يحس الموظف في ديوانه، والعالم في مكتبه أو معمله، والزارع في حقله، والعامل في مصنعه، وأن لا يفرغ المصريون لأنفسهم وألا تفرغ لهم أنفسهم..». وأكد على هذا بقوله: «لست أعرف شيئا أضر على الثورة ولا أضر بها.. من فراغ الناس لأنفسهم».. تذكرت ما سبق أن سمعته من أستاذنا الراحل عبدالكريم الجهيمان رحمه الله، وأنا أقرأ ما أعيد نشره عن طه حسين، إذ سبق أن سمعت مرارا من الجهيمان تذمره من كثرة الإجازات للموظفين والطلاب التي ليس لها داعٍ، فالإجازة الصيفية والنصفية وإجازات الأعياد لو جمعتها بالنسبة للطلاب لوجدتها تزيد على الأربعة أشهر، أي ثلث السنة، وبالنسبة للموظفين وإجازات الأعياد التي تكاد أن تبلغ لشهر، فيقول: إننا بحاجة إلى كل دقيقة من وقتنا لبناء الوطن ودفع عجلة التقدم إلى الأمام، ألا نرى ونتعجب من دول أخرى كاليابان التي كانت من أقوى الدول، وعند هزيمتها في الحرب العالمية الثانية بعد إلقاء القنابل الذرية على (هيروشيما) و(نجازاكي) قتلت وشوهت الآلاف واشترطت عليها عند استسلامها أن تكون بلا جيش ومنزوعة السلاح، ومع ذلك شمر أبناؤها عن سواعدهم، فأعادوا بناء ما تهدم، بل وأصبحوا من أفضل الدول في الصناعات الحديثة، وذلك لمواصلة العمل بلا كلل أو ملل، وإن إجازات الطلاب السنوية قصيرة بحيث لا تزيد على 10% من أيام السنة، فلعلنا نستفيد من تجارب الأمم الراقية ونعتبر ونغرس في عقول وأذهان أبنائنا أن (حب الوطن من الإيمان). [email protected]