سعى اليهود على مر التاريخ في علاقاتهم مع المسلمين منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم الى شق صفوف المسلمين والعمل على بث الفرقة واشاعة الشحناء والبغضاء بينهم، متخذين كل الوسائل والسبل الى تحقيق اهدافهم، والتاريخ مسطور لمن اراد أن يذكر. أما في العصر الحديث فحدث عن محاولات اليهود لبذر الفتنة والخلافات بين الدول العربية والاسلامية، ولا حرج، واهداف الصهيونية التي انبثقت عن معتقدات دينية توراتية يهودية، ليست بخفية على احد، فاطماع اليهود والصهاينة ومن اولاهم من اتباع (المسيحية الصهيونية) معلنة دون مواراة: تقسيم المقسم، وتجزئة المجزأ، وتفتيت المفتت، واخشى ما تخشاه اسرائيل في العصر الحديث، هو أن تقوم للمسلمين قائمة ويستعيدوا مجدهم وتتوحد صفوفهم وتسلم صدورهم من الشوائب والاحقاد، في قطر من الاقطار. وليس أدل على ذلك من زعيم داعش ابوبكر البغدادي، فهو اسم غير حقيقي، وحقيقة تلك الشخصية كما نشرت الاستخبارات الروسية أنها شخصية يهودية تدعى (شمعون ايلوت) وقد يقول قائل: ان هذه اشاعات مغرضة، هدفها حرب نفسية لتشويه صورة هذا الزعيم الاسلامي، لمنع قيام دولة اسلامية، في بلاد الشام وارض الرافدين، تكون مقدمة لدولة اسلامية كبرى، تضم سائر دول المنطقة. وللحكم على صحة هذا اللفظ حول المدعو (ابوبكر البغدادي) دعونا ننظر الى اعماله وتصريحاته: فكل ما نتج عن تنظيمه من احداث ووقائع يصب فى مصلحة اسرائيل اولا واخيرا، إذ أضعف من دولتي العراق وسوريا، وقد كانت من الدول التي تخشى اسرائيل شوكتها، وتحسب لها الف حساب، والله وحده يعلم، متى ستعود هاتان الدولتان الى ما كانتا عليه من قوة، وما كانتا تمثلانه من تهديد للمشروع الصهيوني التوسعي. وما يؤكد لنا (يهودية البغدادي) هذا تصريحاته الاخيرة التى تعهد فيها بعزمه على هدم الكعبة المشرفة، حيث اصبحت رمزا للشرك، وقد تحول المسلمون الى عبادتها. أما عبادة المسلمين لها فهذا زعم باطل فلا يوجد مسلم يعتقد أن الكعبة خالقة أو رازقة أو معطية أو مانعة أو مصرفة للاقدار، وانما قد استجاب المسلمون لامر الله تعالى الذي شرع لنا الطواف حولها، والسعي في ارجائها، ولدينا امره الصريح الذي لم يخالفه احد في قوله تعالى (فليعبدوا رب هذا البيت). لقد لعب البغدادي، أو يسعى للعب دور ابرهة الاشرم في العصر الحديث، وانا على يقين من ان للبيت ربا يحميه، لكن نهاية هذا الاشرم (الحديث) ستكون على ايدي المسلمين هذه المرة، لا على افواه طير الابابيل. ولقد حذر الاشرم الحديث بشدة، كل من يشارك في يوم القدس العالمي، وهذا والله هو ما تسعى اليه اسرائيل واتباعها. ليس بالضرورة أن يكون البغدادي يهودي النسب، وانما المؤكد، وفقا لسلوكياته وافعاله وتصريحاته، أنه يهودي وصهيوني الفكر والعقيدة. (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).