تثبت السعودية يوميا أنها أكبر دولة تقود حملات ضد الإرهاب في الشرق الأوسط، بل هي الدولة الرائدة في مجال مكافحة العنف والإرهاب. مليار دولار، الهبة السعودية للجيش اللبناني الذي خاض معارك ضارية ضد قوات التطرف في عرسال، دحض فلول «داعش» والتحديات أمامه كبيرة. قرية سنية صغيرة مثل عرسال لا يزيد عدد سكانها على ثلاثين ألف نسمة استطاعت أن تضيف ربع مليون لاجئ سوري، فهي بهذا السياق القرية الأصغر التي تستضيف الجالية الأضخم في العالم بلا منازع. رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة، اعتبر هذا الدعم هو امتداد لعطاء السعودية الذي سبق وبخاصة تلك المليارات الثلاثة التي منحت للجيش قبل سنة تقريبا. النزاع الأبدي المستديم في لبنان منذ عام 1975 وإلى اليوم، شكل مناخا لنمو كافة الخلايا في هذه البقعة الصغيرة من قوى استخبارات إلى تنظيمات إلى خلايا إرهابية متنوعة من الخلايا الشيعية إلى السنية. ضرب الإرهاب قلب بيروت النابض مثل الروشة ومن قبله الأشرفية، وهي مناطق راقية مشهورة بالمطاعم والمقاهي ومناطق التسوق والتنزه وهي شرايين سياحية بامتياز. ومع ذلك تصر بعض القوى اللبنانية على إضعاف الجيش واحتقاره وجعله مجرد أداة لا قيمة لها بينما تفوق ميليشيات لبنانية إمكانيات جيش لبنان عدة وعتادا للأسف، وهذا بحسب تعبير رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، سمير جعجع. السعودية تدعم لبنان كله من دون تمييز حزب دون غيره، دعمت التعليم، ومن ثم دعمت البنك المركزي اللبناني، والآن تدعم الجيش وهو –بتصنيف المحاصصة الطائفية- مؤسسة من نصيب المسيحيين، من هنا تثبت هذه البلاد المباركة أنها ليست كغيرها ممن يدعمون «جيش حزب الله» أو جمعياته الخيرية أو الجامعات التابعة للحزب فقط، بل السعودية تدعم ما يضخ الفائدة على اللبنانيين جميعا من دون تفريقٍ أو تمييز. من الطبيعي أن يكون للسعودية أنصارها السياسيون في لبنان وغيرها نسبة إلى الوجدان الديني، لكنها في المسار العملي تدعم مؤسسات الدولة لا مؤسسات الأفراد. الاختبار أمام جيش لبنان حقيقي، وكان الله في عون هذا البلد الجميل.