أجمع مسؤولون ودبلوماسيون مصريون على أهمية ومحورية لقاء القمة الذي سيجمع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي غدا. وأجمعوا على أن استهلال الرئيس المصري جولاته الخارجية بالمملكة، يعكس رسالة تقدير لها ولخادم الحرمين على مواقفه التاريخية ومبادراته الكريمة التي عهدها الشعب المصري منه، ولعل أبرزها دعوته لعقد مؤتمر دولي لشركاء التنمية لدعم الاقتصاد المصري التي أطلقها بعد لحظات من إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية. ورأوا أنها تعكس مركزية وثقل البلدين واستمرارا لدورهما المحوري حيال مجمل القضايا التي تشهدها المنطقة العربية، خاصة الوضع الملتهب في ليبيا والعراق وسوريا إلى جانب القضية الفلسطينية «المركزية». وقال رئيس الوزراء المصري السابق الدكتور حازم الببلاوي، إن لقاءات القمة بين البلدين دوما ما تشهد استعراضا لمجمل الأوضاع العربية وخاصة الملفات الشائكة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وأشار إلى أنه من الطبيعي أن يستهل الرئيس محطاته الخارجية بالمملكة بالنظر إلى مكانتها لدى شعب مصر وتقديرا لدورها ومواقفها التاريخية، وكذلك لمواقف خادم الحرمين ومبادراته الكريمة تجاه مصر وأبرزها دعوته لعقد المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد المصري. وثمن نائب رئيس الحكومة الأسبق الدكتور يحيى الجمل، زيارة الرئيس السيسي للمملكة وعقد ثاني قمة بينه وبين خادم الحرمين الشريفين، ورأى أن لها دلالات تؤكد مدى ثقل البلدين وقيادتيهما وما وصل إليه مستوى التعاون والتنسيق والتشاور سواء فيما يخص العلاقات الثنائية أو القضايا والمشكلات العربية. وقال: إن قمة خادم الحرمين والرئيس السيسي تكتسب أهمية كبيرة لكونها تأتي في توقيت عصيب ومنعطف خطير تمر به المنطقة من جراء النيران المشتعلة في كل مكان والتي باتت تهدد دولا عربية وكيانات كبيرة بالاختفاء. ونوه وزير الخارجية الأسبق محمد كامل عمرو، إلى أنه من الطبيعي أن تتصدر القضية الفلسطينية والوضع الخطير في ليبيا وسوريا والعراق هذه القمة، بالنظر إلى ثقل ومحورية الدور السعودي المصري على كافة المستويات عربيا وإقليميا ودوليا. ولفت إلى أن القمة ستتعرض للجهود المصرية للتوصل إلى تهدئة دائمة بين الفلسطينيين وإسرائيل، توطئة لاستئناف العملية السياسية وفقا للمبادرة المصرية. وبدوره، أكد رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير الدكتور محمد شاكر، أهمية هذه القمة وتوقيت انعقادها في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات وتطورات خطيرة تهدد الأمن والاستقرار بها ومستقبل بعض دولها. واعتبر الدكتور شاكر، أن القضية الفلسطينية وما تقوم به مصر من جهد كبير للتوصل إلى هدنة ووضع حد لنزيف الدماء، ستتصدر مباحثات القمة إلى جانب الوضع الخطير في ليبيا والعراق وسوريا، وخطر تصاعد وتيرة الإرهاب، منوها بموقف خادم الحرمين مما يجري في مصر من تطورات وأنه سيكون محل تقدير كبير من جانب الرئيس السيسي، واعتبر أن هذا الأمر وراء الزيارة التي يستهل بها جولاته الخارجية. فيما أشار رخا أحمد حسن عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إلى أن الزيارة تشمل مناقشة ملف اليمن، حيث الحدود المشتركة مع السعودية وتأثير الأزمة اليمنية فيما يخص السنة والشيعة على المملكة. لافتا إلى أن الزيارة ستتناول أيضا بحث مؤتمر أصدقاء مصر، المتوقع انعقاده آخر العام الجاري أو بداية العام المقبل. ويرى السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مباحثات القمة المصرية السعودية، ستناقش الملفات العربية خاصة الوضع في غزة، والعدوان الإسرائيلي على القطاع، ومفاوضات التهدئة التي تجري حاليا في مصر. مشيرا إلى أن السيسي سيشرح لخادم الحرمين مستجدات الأوضاع فيما يتعلق بالمفاوضات، وكذلك الرؤية المصرية للحل. ووصف السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، الزيارة بالضرورية وأنها تأتي في التوقيت السليم، وتعد مناسبة مهمة لمناقشة مؤتمر أصدقاء مصر شركاء التنمية، والذي يعد أهم الموضوعات المطروحة على طاولة الحوار المصري السعودي، مؤكدا أن الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. فيما توقع العرابي، أن تتصدر سبل مكافحة الإرهاب والتصدي للمخططات والفوضى المباحثات بين الزعيمين.