أصيب الشاب محمد مشعل نهاري (18 عاما) بشلل رباعي سلبه القدرة على الحركة ولم يعد بإمكانه التنقل سوى بكرسي متحرك. وأضحى محمد سجين هذه الإعاقة منذ ثلاثة أعوام إثر حادث سير أليم نجم عن اصطدام دراجته النارية بسيارة قبل أكثر من عامين. وطبقا للتقرير الطبي الرسمي الصادر عن مستشفى محافظة صبيا العام، تم تشخيص حالته على أنها «إصابة بكسر في الفقرتين الظهريتين الرابعة والخامسة وإصابة في الحبل الشوكي، أدتا إلى شلل رباعي». وأشار إلى وجود صعوبة شديدة في تنقلات المريض نظرا لتشوهات في الفقرات الظهرية، إذ يعتمد بشكل كبير على المرافق في كل تحركاته. وأوضح التقرير، أنه تم إجراء عملية فتح وتثبيت للكسور بمسامير في الفقرة الثانية إلى السابعة في محرم 1433ه، وتم تحويله إلى مدينة الملك فهد الطبية في الرياض لإعادة تأهيله، حيث يتم تحركه بواسطة كرسي متحرك. يقول شقيقه عبدالله، المبتعث حاليا للدراسة في أمريكا، «تواصلت شخصيا مع أطباء متخصصين في ولاية كاليفورنيا وأكدوا لي إمكانية علاجه واستعادته المشي من جديد». موضحا أنهم بعد أن شاهدوا التقارير الطبية طمأنوني إلى أنه سبق أن عالجوا حالات مماثلة. ولا يخفي عبدالله أن الوضع النفسي لشقيقه يسوء يوما بعد يوم، وأنه يكتم أحزانه، ولكننا نعلم بما يشعر، ولذلك بات يفضل العزلة ولا يخرج للزائرين ولا يتواصل مع الأقارب أو الأصدقاء، لافتا إلى أن وضع الأسرة في شكل عام تغير بعد إصابة محمد، وأصبحت الأحزان رفيقا لنا. وما يحز في النفس، أن محمد كان طموحا للغاية، وربما يصاب بحالة نفسية لو ظل بلا علاج. ويتمنى عبدالله أن يسخر الله لشقيقه أهل الخير والإحسان ليتكفلوا برحلة علاجه إلى الخارج، لتعود لمحياه البسمة وتدب في جسده حيوية الشباب من جديد، لافتا إلى أن محمد بات يعيش يومه وليله متقلبا بين ألم وأمل، أسيرا لمشاعر الهم والاكتئاب والقلق على مستقبله الذي أضحى رهن كرسيه المتحرك.