تلوح في الأفق بارقة أمل جديدة بعودة شرايين الحياة إلى جسد موسى عمر عقيل، الذي أصيب بشلل رباعي سلبه القدرة على الحركة ولم يعد بإمكانه التنقل سوى بكرسي متحرك. وأضحى موسى سجين هذه الإعاقة منذ 12 عاما جراء حادث مروري مروع تعرض له على الطريق الدولي الرابط بين محافظتي القنفذة وصبيا. ويعيش الشاب (32 عاما) عزلته بين أربعة جدران داخل غرفة مستأجرة لا تتعدى الثلاثة أمتار منذ 12 عاما، إثر إصابته بشلل رباعي. وأوضح موسى الذي نال عددا من الشهادات التقديرية لحفظه القرآن الكريم، أنه ذهب بعد تخرجه من الثانوية بتفوق لحضور إحدى المناسبات قرب محافظة صبيا مع زملائه، وأثناء مغادرتهم تعرضوا لحادث انقلاب، أصابه بتهتك في الحبل الشوكي، وما فاقم معاناته نقله من قبل رجال الإسعاف للمستشفى بطريقة خاطئة، وأدى ذلك إلى إصابته بشلل تام. وبين أنه بعد عدة فحوصات أجراها، طلب الأطباء تحويله لأحد المراكز المتطورة بالرياض أو خارج المملكة، لكن لعدم وجود مطار بالقنفذة تفاقمت مشكلته، كونه يجد صعوبة في السفر برا لمدينة جدة الأمر الذي يجد فيه صعوبة وآلاما مبرحة، فضلا عن عدم قدرته دفع تكاليف السكن سواء بجدة أو الرياض وكذلك عدم قدرته المادية على دفع أجرة المركبة من القنفذة إلى جدة. وقال موسى: إنه بعد نشر «عكاظ» معاناته منذ 5 أشهر، اتصل بي مجهول وانتحل شخصية مدير أعمال أحد الشخصيات الاجتماعية، وطلب مني تحويل مبلغ لرقم حسابه شريطة أن يرسلي شيكا ماليا كمساعدة، ألا أنني لا أمتلك «مائة ريال»، ولذا قلت له أرسل الشيك وسوف أصرفه وأعطيك المبلغ واكتشفت بعدها أنه أغلق جواله واتضح أنه محتال من ضعاف النفوس. وأوضح: ذهبت لأحد المراكز المتخصصة في التأهيل بجدة، إلا أنهم طلبوا مني مبلغا مقدما لبدء العلاج التأهيلي يتجاوز 100 ألف ريال في شهرين، لافتا إلى أنه عاد دون تلقي العلاج لأنه لا يملك ذلك المبلغ. وكانت الشؤون الاجتماعية قد تواصلت مع «عكاظ» وموسى هاتفيا، وطالبت بياناته منذ نشر حالته قبل أكثر من خمسة أشهر إلا أنه لم يتلق أي مساعدة أو اتصال -حسب قوله-. ويتمنى موسى أن يسخر الله له من أهل الخير والإحسان من يتكفل بعلاجه سواء داخل المملكة أو في الخارج، لتعود لمحياه البسمة وتدب في جسده حيوية الشباب من جديد، لافتا إلى أنه بات يعيش يومه وليله متقلبا بين ألم وأمل أسيرا لمشاعر الهم والاكتئاب والقلق على مستقبله الذي أضحى رهن كرسيه المتحرك.