تلوح في الأفق بارقة أمل جديدة لعودة شرايين الحياة إلى جسد الشاب محمد مشعل نهاري (18 عاماً) الذي أصيب بشلل رباعي سلبه القدرة على الحركة ولم يعد في إمكانه التنقل سوى بكرسي متحرك. وأضحى محمد سجين هذه الإعاقة منذ ثلاثة أعوام، جراء حادث سير أليم نجم عن اصطدام دراجته النارية بسيارة قبل أكثر من عامين، وطبقاً للتقرير الطبي الرسمي الصادر عن مستشفى محافظة صبيا العام بتاريخ 19-10-1434ه فقد تمّ تشخيص حاله بأنها «إصابة بكسر في الفقرتين الظهريتين الرابعة والخامسة، وإصابة في الحبل الشوكي، أدّتا إلى شلل رباعي»، وأشار «إلى وجود صعوبة شديدة في تنقلات المريض نظراً لتشوهات في الفقرات الظهرية، إذ يعتمد في شكل كبير على المرافق في كل تحركاته»، وأوضح التقرير «أنه تم إجراء عملية فتح وتثبيت للكسور بمسامير في الفقرة الثانية إلى السابعة في محرم 1433ه، وتم تحويله لإعادة تأهيله إلى مدينة الملك فهد الطبية في الرياض، ويتم تحرك المريض بواسطة كرسي». ويقول شقيقه عبدالله المبتعث حالياً للدراسة في أميركا: «تواصلت شخصياً مع أطباء متخصين في ولاية كاليفورنيا، وأكدوا لي إمكان علاجه واستعادته المشي من جديد»، موضحاً: «بعد أن شاهدوا التقارير الطبية طمأنوني بأنه سبق أن عالجوا حالات مماثلة». ويتابع: «هناك طبيبة تدعى شيري سونكا ماريك، رحبت باستقباله في أمريكا لتقديم برنامج علاج طبيعي ووظيفي متكامل يخدم إصابات العمود الفقري المشابهة لحال محمد، وذلك في مركز العلاج الطبيعي التابع لمستشفى ميري في ولاية كاليفورنيا». ولا يخفي عبدالله أن الوضع النفسي لشقيقه يسوء يوماً بعد يوم، «هو يكتم أحزانه، ولكننا نعلم بما يشعر، ولذلك بات يفضل العزلة ولا يخرج للزائرين ولا يتواصل مع الأقارب والأصدقاء»، لافتاً إلى أن وضع الأسرة في شكل عام تغير بعد إصابة محمد، «أصبح الحزن رفيقاً لنا، وما يحز في الخاطر أن محمد كان طموحاً للغاية، وربما يصاب بحال نفسية لو ظل بلا علاج». ويتمنى عبدالله أن يسخّر الله لشقيقيه من أهل الخير والإحسان من يتكفل برحلة علاجه إلى الخارج لتعود الى محياه البسمة وتدب في جسده حيوية الشباب من جديد، لافتاً إلى أن «محمد بات يعيش يومه وليله متقلباً بين ألم وأمل وأسيراً لمشاعر الهم والاكتئاب والقلق على مستقبله الذي أضحى رهن كرسيه المتحرك».