لم تزل المنطقة تعاني من الاضطرابات والنزاعات والصراعات. تمددت أمراض الفشل لدول عديدة مثل ليبيا وسوريا ولبنان، والمناطق الأخطر تلك التي نرتبط معها بالحدود مثل العراق الذي نتجاور معه بثمانمئة وخمسين كيلو متر مربع، واليمن الذي نشترك معه بحدود تتجاوز الألف كيلو متر مربع. هذه الدول القريبة أو البعيدة تعاني من أزمات سياسية وأمنية. لم تعد القاعدة وحدها الخطر، بل تفرخ التنظيمات كل موسم تنظيما جديدا أشد خطرا، فهي مثل الفيروس الذي يلد مرضا أشنع من الذي سبقه وهكذا في ديمومة إرهابية مدمرة ومدوية. جاءت كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأخيرة لتضع كل قضية بموضعها. تطرق أبومتعب إلى الأزمة الفلسطينية والصراع الذي يخاض على أرض غزة والأطفال الذين وقعوا ضحية بين الجزارين، وإسرائيل التي لا ترحم تقوم بمجازر منظمة وحماس تتقاعس عن حقن الدماء وتقوم بمناكفة الطغيان الإسرائيلي حتى صار الوقت ليس من ذهب وإنما «من دم». كذلك الأمر في ليبيا، حيث الدماء والأشلاء، والحرب الأهلية في أوجها، ومرض فشل تلك الدول قد يمتد إلى المحيط القريب أو البعيد، من هنا تأكيد الملك على ضرورة تكاتف الجهود وتمتين الشراكة بين العلماء المسلمين لئلا يكونوا مطايا ضمن تنظيمات وأحزاب لا تريد خيرا للمنطقة والخليج. الكلمة تضمنت الإشارة لخيبة الأمل بالوقوف الدولي تجاه الإرهاب، ليس سرا أن الأمراض التي تعاش في العراقوسوريا سببها التخلي الغربي عن المنطقة والضعف الأميركي تجاه الأخطار التي تهدد الحلفاء. لقد خاضت أميركا حربها ضد العراق من أجل أن تسلمها لإيران والجماعات الإرهابية، وتخلت عن سوريا لتسلمها أيضا لإيران والمنظمات المتطرفة وآخرها تنظيم «داعش» الكارثي الدموي. أشار الملك إلى دول -للأسف تدعم هذا المناخ الفوضوي- واللبيب بالإشارة يفهم، ثمة دول قريبة وبعيدة تدعم الأحزاب المنصوص عليها قانونا في السعودية على أنها إرهابية من الإخوان إلى الحوثيين إلى «داعش»، هذا فضلا عن تنظيم القاعدة. الملك قالها بوضوح لمن ألقى السمع وهو شهيد، ونشهد أنه بلغ وحذر، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. [email protected]