تتبع المملكة العربية السعودية سياسة معتدلة منذ عهد المغفور له الملك عبدالعزيز مع جميع الدول ولا تتدخل في الشأن الخاص بأي دولة من الدول سواء في الشرق أم في الغرب، وتتوقع من الجميع نفس المعاملة، وهذه السياسة المتزنة جعلت العالم كله يحترم سياسة المملكة ويتعامل معها باحترام شديد ومحبة بالغة. وفي الآونة الأخيرة تطورت بعض الأمور في العراقوسوريا وسيطرت جماعة داعش على شمال العراق وجرمت المملكة جماعة داعش التي تتبع القاعدة أصلاً في العراق، فالمملكة عانت الكثير من الإرهاب الذي تدعمه القاعدة ولا يمكن أن تدعم الإرهاب بأي صورة من الصور. وبعد أن قامت جماعة داعش باحتلال ما يزيد على آلاف الكيلومترات المربعة، طلب المالكي من الولاياتالمتحدةالأمريكية التدخل ورفضت أمريكا التدخل العسكري وأرسلت عدداً من المستشارين العسكريين لمساندة المالكي، ولكن إيران لم يعجبها ذلك، وصرح روحاني بأن إيران سوف تتدخل لحماية المقدسات الشيعية في شمال العراق، ولن تقبل تدخل أمريكا في الشؤون العراقية، وهذا ما يوضح أن العراق ترزح تحت سيادة إيران. وإيران هي التي تعاونت مع أمريكا لإسقاط حزب البعث بعد سقوط صدام، والآن لا تريد التدخل الأمريكي في العراق رغم أن من يساند داعش هم عشائر السنة فمحافظات العراق الستة عانت الأمرين من التطرف الذي تراه من محاباة المالكي للشيعة في العراق حيث جعل الشيعة تهيمن على الأوضاع، كما أنه تحالف مع إيران بعد انتهاء الاحتلال الأمريكي وعامل السنيين كأنهم تحت الاحتلال، بعد خروج أمريكا وانسحاب جيشها عام 2011م، وأخيراً اعتراف بهيمنة الشيعة على الحكم ونبذ السنة حيث وافق على تشكيل حكومة توافقية بعد زيارة وزير خارجية أمريكا (كيري). ولكن قائد الأكراد في الشمال (التركستاني) تحفظ على هذا الشيء. والآن سنحت الفرصة للبعثيين وعناصر الجيش خلال فترة صدام حسين لكي تدعم داعش ضد المالكي وقاموا مع داعش ضد المالكي والله أعلم إلى أين سوف تسير الأمور وهل سوف تتدخل إيران بحجة حماية مقدسات الشيعة في شمال العراق أم ستتدخل أمريكا بطائرات الأباتشي والطائرات بدون طيار لضرب داعش، أم أن هناك احتمالات أخرى لإنهاء الموقف الصعب الذي يعيشه العراق الآن. وفي كل الأحوال المملكة ما لها أي علاقة من قريب أو بعيد بما يحدث في العراق وسياستها معروفة وهي عدم التدخل في شؤون الآخرين ولا تدعم داعش التي انبثقت من القاعدة؛ لأنها عانت من الإرهاب الذي انبثق من القاعدة على مر السنوات الماضية من العراق. والمملكة بالعكس تريد سلامة العراق وشعبه وهذا ما ثمنه مجلس الوزراء في جلسته يوم 25/8/1435ه، حيث أوضحت المملكة أنها تدعو لسلامة العراق وأراضيه. ونحن ندعو للجميع بأن يسلمهم الله من الشرور والأذى وأن تنتهي خلافتهم بصورة سلمية مع عدم المساس بأمن وسلامة الدول الأخرى في المنطقة وأن تكف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية للعراق وعدم دعم سوريا عن طريق حزب الله بالعتاد والسلاح والمال.