يظل المسجد النبوي الشريف في قلب خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ويحظى دائما برعايته واهتمامه - يحفظه الله - وانعكس ذلك على إنشاء أكبر توسعة تاريخية للمسجد وغير ذلك من مشاريع التوسعة التي استفاد منها ملايين المصلين والزوار، وتجري حاليا التوسعة الثالثة وتتواصل المشاريع الخيرة الكبرى في المنطقة المركزية ويتابع تنفيذها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة بشكل ميداني ويومي. ونتجت عن اهتمامه - يحفظه الله - العديد من المشاريع التي استفاد منها المصلون والزوار، حيث انتهى في شهر أغسطس 2010م مشروع مظلات ساحات المسجد النبوي، وهو عبارة عن مظلات كهربائية على أعمدة الساحات المحيطة بالمسجد النبوي من الجهات الأربع، وتبلغ مساحتها 143 ألف م2، بهدف وقاية المصلين من المطر وحرارة الشمس أثناء الصلاة، وتضمن المشروع 182 مظلة على أعمدة ساحات المسجد النبوي، إضافة ل68 مظلة في الساحات الشرقية، ليصبح مجموع المظلات 250 مظلة، وبلغت تكلفة المشروع 4.7 مليار ريال، وصممت المظلات الجديدة خصيصا للمسجد النبوي، وتظلل كل مظلة 800 مصل، وهي بارتفاعين مختلفين، على شكل مجموعات، لتكون متداخلة فيما بينها، ويبلغ ارتفاع الواحدة 14.40م، والأخرى 15.30م، فيما يتساوى ارتفاع جميع المظلات في حالة الإغلاق بارتفاع 21.70م. وركب في أعمدتها 436 مروحة رذاذ موزعة على ساحات المسجد وتحتوي كل مروحة على 16 فتحة للرذاذ صممت بطريقة تمنع تساقط الماء عند إيقاف التشغيل، وتدور المروحة بزاوية 180 درجة وتتحرك دورة كاملة خلال 31 ثانية ويبلغ عدد الريش (7) لكل مروحة، قطر المروحة 80 سم وعرضها 38 سم ويبلغ وزنها التقريبي 120 كغم، وتهدف المروحة لترطيب الجو الخارجي في ساحات المسجد النبوي الشريف تحت المظلات من خلال امتصاص الطاقة الحرارية في الهواء، ويعتبر مشروع ترطيب الساحات من أضخم مشاريع الترطيب في العالم، خاصة أن مناخ المدينة يعتبر حارا وجافا، واختير هذا النظام باعتباره الأمثل لترطيب الهواء الخارجي، ويحتاج النظام ل200 لتر مياه معالجة في الساعة عند كل عمود، ويتم تجهيز كميات المياه المطلوبة عن طريق محطتين لتنقية المياه من البكتيريا والأملاح وغيرها من الشوائب لضمان جودة مياه الرذاذ. أكبر توسعة للمسجد النبوي: وفي يونيو من عام 2012 أمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بالبدء بتنفيذ أكبر توسعة للمسجد النبوي في المدينةالمنورة تحت اسم «مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة الحرم النبوي الشريف»، وعلى ثلاث مراحل، تتسع المرحلة الأولى منها لما يتجاوز 800 ألف مصل، كما سيتم في المرحلتين الثانية والثالثة توسعة الساحتين الشرقية والغربية والشماليه للحرم، بحيث تستوعب 800 ألف مصل إضافي، ويبلغ عدد العقارات المتوقع إزالتها لصالح المشروع 100 عقار تتوزع على الجهات الشرقية والغربية والشمالية، ويبلغ إجمالي التعويض عن مساحة تقدر بنحو 12.5 هكتار نحو 25 مليار ريال سعودي، ووفق خطط هذا المشروع ستجرى تحسينات للساحات العامة حول المسجد. واستمر دعم خادم الحرمين الشريفين للمسجد النبوي بالموافقة على تعميد أئمة جدد بعد صدور موافقته على الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان والشيخ أحمد طالب بن حميد في الإمامة بالمسجد النبوي الشريف، كما وافق على مشروع الترجمة في الحرمين الشريفين، وأصبح بإمكان زوار المسجد النبوي سماع خطب الجمع والعيد بأربع لغات عن طريق الراديو أو من خلال هواتفهم على قناة FM داخل الحرم وساحاته وبالترددات التالية: اللغة الإنجليزية على تردد (105.5) واللغة الأوردية على تردد (105) واللغة الفرنسية على تردد (99.5) واللغة الملاوية على تردد (99) ليستفيد المصلون من فوائد الخطبة بلغاتهم المختلفة. وأكد الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين أن دعم خادم الحرمين الشريفين للحرمين الشريفين كبير ولا يوصف ولا شك أن أجلها وأعظمها هي التوسعة الكبرى التي يشهدها المسجدان الشريفان. وأضاف أن المسجد النبوي الشريف مثله مثل المسجد الحرام يحظى بدعم كبير ووفق أعلى المستويات فالمسجدان ورعايتهما في قلبه وفي عينيه - حفظه الله - وهذه الخدمات التي تترى في كل لحظة وفي كل حين تأكيد على ذلك. وقال إن أحدث هذه الاهتمامات منه - حفظه الله - هو مشروع الترجمة، وأضاف أن المشروع جاء بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لترجمة خطب الجمعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي للمصلين غير الناطقين بالعربية لتصل رسالة الخطبة إلى المسلمين بلغاتهم، ويعد هذا المشروع إنجازا كبيرا ونقلة نوعية وإضافة مميزة للارتقاء بمنظومة الخدمات المقدمة في الحرمين الشريفين، ولاسيما فيما يتعلق باستفادة رواد الحرمين الشريفين من الخطب والدروس بلسانهم ولغاتهم. وأكد الشيخ عبدالعزيز الفالح نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالمسجد النبوي الشريف كبير يعجز اللسان عن وصفه لما يقدمه - حفظه الله - للمسجد النبوي مثل ما يقدمه للمسجد الحرام، فقد وضع - يحفظه الله - كافة الإمكانيات وسخر كافة الجهود لخدمة الحرمين، وأضاف أن المسجد النبوي الشريف به من المشاريع الكبرى التي نفذت أو تنفذ حاليا مثل التوسعة الكبرى التي ساعدت كثيرا على راحة المصلين واطمئنانهم، كما أن الملك دعم المسجد النبوي بالكوادر والآليات وجميع المستلزمات، وقبل فترة قريبة قدم للمسجد النبوي عشرة آلاف مدة وسجادة جديدة، وهذا ليس بمستغرب على ولاة الأمر، حيث إن المسجد النبوي يحظى بالرعاية والاهتمام من ولاة الأمر في هذه البلاد، كما أن هذا المسجد في قلب خادم الحرمين وله أياد بيضاء في هذا الجانب ولا يدخر وسعا في ذلك، وهذا مشاهد وملموس لكل زائر ومصل. أما عضو مجلس الشورى سابقا يوسف الميمني وأحد أعيان المدينةالمنورة فقال «نعلم مدى ما يحظى به المسجد النبوي الشريف من رعاية واهتمام من لدن خادم الحرمين الشريفين، ولا شك أن التوسعة الكبرى التي يشهدها المسجد النبوي الشريف على مر تاريخه هي تجسيد حي لهذا الاهتمام والدعم والرعاية وفق أعلى المستويات، إضافة لما يلقاه المسجد النبوي على صعيد المشاريع الأخرى، مثل المظلات ومراوح الرذاذ والترجمة الفورية للخطب لعدة لغات والمفارش والمدد والتكييف والكوادر الكبيرة التي تعمل على راحة المصلين». وأضاف أن الملك لا يدخر وسعا في دعم المسجد النبوي من أجل راحة المصلين والزوار والتي لمسوها في فترتي الحج والعمرة، وكلنا نفخر ونعتز بهذا الاهتمام الكبير المستمر على مدار العام وندعو الله عز وجل أن يحفظ الملك ذخرا للإسلام والمسلمين. وفي نفس السياق أكد عبدالغني الأنصاري عضو الغرفة التجارية نائب رئيس المجلس البلدي بالمدينةالمنورة، أن المسجد النبوي الشريف يحظى باهتمام خادم الحرمين الشريفين، وقال «لمسنا هذا الاهتمام غير المستغرب منه - يحفظه الله - فقد قدم الدعم الكبير ووفر التسهيلات العظيمة التي جعلت المسجد النبوي الشريف يظهر بأبهى حلله، وعند اكتمال التوسعة الكبرى ستزداد هذه الروعة التي انعكست على جنبات هذا المسجد.