حين يغرد سلمان بن عبدالعزيز في فضاءات التقنية وعبر التويتر: «حق علينا مشاركة رجال القوات المسلحة في الحدود الاحتفال بعيد الفطر الذين ضحوا بفرحة العيد مع أبنائهم لحماية وطنهم». تنصهر تلك الكلمات لتشكل قوة حب مذهلة تبث مزيد حماس ورباطة جأش في دواخل قواتنا الباسلة، وتخلق نوعا من الشراكة المجتمعية المتكاملة لرفع سقف المسؤولية الأمنية تجاه وطن احتضن أطهر البقاع المقدسة، وتجعل من تلك الصور شاهد عيان على حجم التضحيات التي هي سمة بارزة في وطن التلاحم والترابط والألفة. فالعيد فرحة دينية ربانية، يكون جوهرها الحقيقي في قضائها بين الأهل والأقارب والمحبين، لكن الواجب الديني والوطني دفع بتلك السواعد الأمنية لتكون مرابطة على ثغور الوطن وحدوده، يتقاسمون فرحة العيد في المخيمات والثكنات العسكرية، بعيدا عن الابن والأم والأب والزوجة، ويجدون طعم الفرح في تأدية الواجب وحماية الوطن من كل متربص، ويتلذذون بالفرائحية حين يرون كل الوطن يرفل في فرح وسرور دون منغصات. ولأنهم في واجب وطني ويقفون على ثغور مهمة ويحرسون الحدود، قرر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أن يكون معهم شريكا في فرحة العيد هناك، يجلس بينهم، يأكل معهم، ويتبادل البسمات الصادقة معهم في لحظة تجلٍ للمسؤولية الحقيقية، لينثر معاني الحب الأبوي والمسؤولية الكبرى. فرصدته عدسات المصورين في تلك الصور المعبرة التي يخاطب فيها الأب أبناءه بكل عفوية وقرب وود. لذا سرت هذه الصور الرائعة في كيانات التواصل الاجتماعي، تبادلها الأمنيون والمدنيون، وعلق عليها الصغار قبل الكبار، ووقف لها احتراما كل الوطن بمختلف مشاربه. فالوزير القائد بين جنوده وضباطه، والحديث الأبوي يتغشى تلك المواقع العسكرية، والفرحة الحقيقية حين يدرك الجميع أن الوطن في حماية الله، ثم رعاية ولاة أمر يتشربون هم الوطن وأمنه واستقراراه في كل لحظة ومع كل مناسبة. فشكرا سلمان على هذه المشهد الإنساني الأمني الفريد الذي يبث في جسد الوطن المترامي مزيد طمأنينة بأن الله معنا، وعيون القادة تحرسنا، وسواعد قواتنا المسلحة في أهبة الاستعداد، وما هذه التغريدة الصادقة إلا تشكيل جديد لمزيد قوة من الحب الفولاذي الذي يتمتع به ولي العهد على كافة الأصعدة.