كرس الإسلام مفاهيم عدة للتآخي والتعاضد والمساندة، ويجيء عيد الفطر أنموذجا حقيقيا لهذا الاتجاه، فبعد شهر من الصوم الذي تتسامى فيه الروح المسلمة إلى حد الشفافية وتستشعر فعليا معاناة المحتاجين وغير القادرين، تجيء مناسبة العيد عرسا حقيقيا وبهجة عظيمة يعيش الجميع تفاصيلها أطفالا وشبابا وكهولا في تآلف عجيب ووحدة متماسكة، وانشراح كبير يغدق الجميع مشاعر بيضاء على بعضهم البعض. ولأن العيد هو زرع للفرح في وجدان الجميع، فإن المسؤولية الملقاة على عاتقنا توجب ألا نغفل في عز بهجتنا مشاعر الآخرين من حولنا، فحين نكون نحن محققين لكل شروط البهجة والسعادة في محيطنا، هناك كثيرون من حولنا أقرباء وبعداء يفتقدون للحدى الأدنى من شروط الحياة، فما بالك بشروط الابتهاج الكامل. ولذا، فالواجب المفترض علينا الآن ودائما أن نكون معهم قولا وفعلا، وأن نتقاسم الفرح معهم مثلما نتقاسم شرط الوجود في هذه الحياة. فلا يمكن لمسلم أن يستمتع وهو يرى غيره يعاني ويتعذب ويواجه ويلات الحياة. أن إخواننا هنا، وأشقاءنا في الجوار العربي، والمسلمين في كل العالم هم شركاء لنا في الفرح، وبهجة العيد، ولا بد لنا لكي يكون فرحنا حقيقيا وعيدنا صادقا وفرحتنا نابعة من القلب، أن نمد لهم يد العون، ونتحسس معاناتهم ونفرج شيئا من كروبهم. إن الإسلام في كل مبادئه هو دعوة للحب والتسامح والإخاء، والعيد هو لحظة كل هذه المبادئ وقمتها، ولا بد للجميع أن يعيشوا هذه اللحظة أو على الأقل يحسوا بالحد الأدنى منها. ولا يمكن لهذا أن يتحقق بدون شعور إنساني عميق بالآخرين وتعاون صادق بين المسلمين وتطبيق حقيقي لمبادئ الإسلام وتوجيهاته النبيلة والبيضاء.. والداعية للمحبة والتعاون والإخاء. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة