في مسجد في الحي في كثير من الأوقات يمتلئ الجزء المخصص للرجال بالمصلين، كذلك الجزء المخصص للنساء، فقد اصطف عدد لا بأس به منهن. وتنتهي الصلاة، ويخرج الرجال وقد عمتهم الرحمة وظهر على وجوههم علامات الخشوع وينصرفون في هدوء؟، أما النساء فقد خرج بعضهن غاضبات ساخطات شاكيات مما حدث. والسبب على حد قولهن أنه عندما أوشكن الدخول في الصلاة مع الإمام قامت إحداهن بقفل جهاز التكييف (كما تقول خوفا على طفلها الصغير)، فانبرت لها إحداهن بالتأنيب والاتهام بعدم وجود الضمير؟ فتصدت للدفاع إحدى (المصليات)، مستخدمة كل ما يلزم من أسلحة لمثل هذا المقام! وهدأت العاصفة وإلى ما بعد صلاة الفريضة. لكن ومع بدء دخول (الإمام) في صلاة التراويح، صرخ الطفل ربما من الحر أو من قلة الطعام؟ أغضب الصراخ إحداهن، فوقفت أمام المصليات وألقت محاضرة عن اصطحاب الأطفال إلى المساجد وعدم تركهم عند الجيران والتفرغ لعبادة الرحمن؟ فما كان من أم الصبي إلا أن سحبت السجادة من تحت الواقفات بجوارها في الصلاة، مما غير اتجاه القبلة وأخرج بعضهن من متابعة الإمام؟ فلحقت إحداهن بأم الطفل واستمر الخصام إلى خارج مصلى النساء؟ والثالثة حسب قولهن كانت الأكبر أو كما يقال أدهى وأمر؟ في الركعة الثانية دق جرس تلفون الجوال، المحفوظ في (شنطة) إحدى الواقفات في خشوع في الصلاة! فلم تتمكن من إسكاته أو الرد على المكالمة؟ والجدير بالذكر أن (نغمة) الجوال كانت لحن أغنية خفيفة يتمايل عليها النسوان!!، ما أثار غضب إحدى الخاشعات، فصاحت بصوت عالٍ «جوالات وأغاني كمان؟».. هذه (اللقطات) ليست من صنع الخيال! وإنما هي وكما رويت لي حقيقة لما يجري في مصلى النساء.