يتجدد كل عام مسلسل إزعاج الأطفال للمصلين في صلاة التراويح، والتي يتشارك فيها مجموعة من الأطفال يتخذون خلف الصفوف مقرا لممارسة هواياتهم من اللعب ويتراشقون بعبوات المياه البلاستيكية المخصصة للمصلين. ويشكو بعض المصلين من ارتفاع أصوات الأطفال خلال قراءة القرآن في الصلاة مما يؤثر على خشوعهم، في ظل غياب رقابة من أولياء الأمور على أبنائهم، لافتين إلى أن كثيرا من قاعات الأفراح تمنع دخول الأطفال، ومطالبين بعدم اصطحاب الأطفال الصغار أثناء صلاة التراويح. وأشار منصور الجعيد، إمام أحد المساجد بالطائف، إلى أن هذه الظاهرة تنتشر خاصة في رمضان، مطالبا أولياء الأمور بمراعاة تعظيم بيوت الله، فيما يرى التربوي جميل الزايدي أن لهو الأطفال خلف صفوف المصلين يشوش عليهم ويفقدهم الخشوع. ويوافقهما الرأي أبو بتال، مشيرا إلى أنه ترك الصلاة في المسجد المجاور لمنزله وذهب لمسجد آخر بسب إزعاج الأطفال، مضيفاً أنه في كل يوم يتعرض لضربة بعبوة بلاستيكية بسبب تراشق الأطفال داخل المسجد وقت الصلاة. فيما استغربت أم راشد من اهتمام بعض الآباء والأمهات بعبادة الله داخل المسجد وإهمال تنبيه أبنائهم بعدم العبث في المسجد، مؤكدة أن النساء يعانين من إحضار بعض الأمهات لأبنائهن وتركهم يلعبون بالمسجد وكأنه مكان للترفيه، ناهيك عن استخدام أجهزة الجوالات التي تكون أصواتها ملهية عن الخشوع في الصلاة. إلى ذلك، أكدت رئيسة القسم النسوي بجمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الطائف فوزية الغامدي أن المساجد هي بيوت الله في الأرض أعدها الله لعبادته، ولابد أن تكون مخصصة لما أعدها الله له، مشددة على أهمية أن تصان المساجد من كل ما يمنع إقامة شعائر الله فيها. ولفتت إلى أهمية تعليم الأبناء آداب المسجد، مشيرة إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم "جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم"، مؤكدة أن الخطاب موجه للأولياء، وأبدت استغرابها من بعض الآباء الذين لا يسمحون لأبنائهم بالعبث في مجالسهم ويعاقبونهم، لكنهم لا يفعلون ذلك في بيوت الله ومع ضيوف الله، مضيفة أن الإسلام لا يمنع حضور الأطفال المميزين للمساجد ليتعلموا أداء الصلاة ولكي يتعودوا أداءها في بيوت الله. وأوضحت أن بعض المساجد راعت ذلك الأمر بوضع تنظيم معين خاص بقسم النساء، فقسمت المصلى الخاص بالنساء إلى قسمين، أحدهما خاص بالنساء مع أطفالهم، والآخر للمصليات بدون أطفال.