أكد رؤساء تحرير صحف إلكترونية، أن سقف الحرية في الصحف الإلكترونية أكثر ارتفاعا من الصحف الورقية، موضحين أن ذلك يعود إلى اختلاف مسؤولية متابعة الصحف وقدرتها على التأثير، إضافة إلى اختلاف ضوابط النشر بين الاثنين. إلى ذلك، قال رئيس تحرير صحيفة «صدى تبوك» الإلكترونية ناعم الشهري: إن ضوابط النشر تختلف في الصحف الإلكترونية والتي لا تحتاج وجود رأي الجهة الرسمية أو رأي المتحدث الإعلامي وتنشر مباشرة، ومن ثم يتفاعل معها مسؤول تلك الجهة أو الوزارة المعنية أو بلا تفاعل يذكر، وهناك سقف حرية في الصحف الإلكترونية لكنه وفق الإطار العام وليس كبيرا. من جانبه، أكد رئيس تحرير صحيفة «تبوك اليوم» الإلكترونية فايز سليم البلوي، أن الحرية كلمة تثير حفيظة البعض، يخافها البعض ويحترمها البعض، ويبحث عنها البعض، وهي مقياس حقيقي لجودة النقد الهادف الذي يحاول أن يبين الخطأ ويرسم معالم الطريق الصحيح، ومع أهميتها إلا أن كثيرا ممن يبحثون عنها أفقدوا الحرية معناها الأساسي ووضعوا لها مدلولات خاطئة، وهذا هو التخبط والعيش بين النقيضين، مما يجعلنا ندور في حلقة مفقودة، موضحا الآن نحن نعيش في واقع أصبح لزاما علينا رفع سقف الحرية المنضبطة وليست المرتبطة بأهداف خاصة. ويؤكد البلوي، أن الصحف الإلكترونية أو الإعلام الجديد يعتبر بشتى مشاربه أكثر حرية وجرأة في الطرح والنقد، لأن السباق فيها يكون مرتبطا بتلك الحرية والإقبال عليها أيضا، وهذا ما يميزها عن الصحافة التقليدية التي لا زالت تسير بخطى السلحفاة بسبب قيود كثيرة كبلت فيها أو كبلت نفسها فيها. ويستطرد البلوي، مع الفارق الكبير في الحرية الإلكترونية إلا أن هناك تفاوتا كبيرا في الحرية بين الصحف الإلكترونية، والسبب الوحيد يعود لوزارة الثقافة والإعلام التي لم تقف موقفا حازما حيال الصحف الإلكترونية غير المرخصة، وهذا ما دعا كثير من تلك الصحف أن تبتعد عن الترخيص وما يجلبها لها من مشكلات، وجعلها تغرد خارج التشريعات التي تحفظ للمجتمع حقوقه، لأن الخبر ملك للمجتمع ويمس الناس بصفة مباشرة، مضيفا «أنا مع أن نفتح سقف الحرية للجميع ونرفع مبدأ المسألة للجميع، فالحرية ليس معناها الانفلات أو التجني أو الإسفاف، يجب أن تتبنى وزارة والثقافة والإعلام والصحف الورقية والصحف الإلكترونية والجامعات تأصيل مبدأ الحرية الحقيقي لدى أفراد المجتمع والعاملين في قطاع الإعلام، وأن الحرية مطلب إنساني قبل كل شيء، وكذلك توعية الإعلامي والمؤسسات الإعلامية والمجتمع أن لكل شيء سقف من الحرية، وهناك فضاء كبير بين هذا السقف وذلك السفح». وتساءل البلوي بقوله: الإشكالية الكبرى، من يحدد سقف الحرية؟، ومن يحدد المسموح من الممنوع؟، ويجيب بقوله: أعتقد بل أكاد أجزم أن سقف الحرية يحدده الإعلامي نفسه، فهو المقياس الحقيقي لما يريد نشره إعلاميا، وهو المحاسب عما يقول، لكن كثير من الإعلاميين لا يستطيع تحديد الممنوع من المرغوب، فتارة تراه مفرطا وتارة تراه ممسكا، يتأرجح لا يدري أين يسير إما خوفا من نفسه أو على نفسه أو من المجتمع أو من العادات أو غيرها، لذلك التنشئة تكون منذ البدء أي من التعليم، فبه يصنع بناة الوطن ومنهم الإعلاميون، فالتعليم قادر على صنع ركيزة حقيقة في نفس الإعلامي تجعله يقول الحقيقة بمهنية عالية دون الوقوع في الخلل. ويضيف: كما أن للمؤتمرات واللقاءات التي تعقد بين الفينة والأخرى وبرعاية وزارة الثقافة والإعلام حول تطوير الإعلاميين ومناقشة مفهوم الحرية وبعض القضايا الإعلامية لها أثر كبير رفع مفهوم سقف الحرية للإعلامي، فالبيت الإعلامي لا بد له بتحمل النقد ومعرفة المقبول من المرفوض سوف يبدأ مرحلة جديدة تواكب مرحلة الإعلام المتطور، كما أن مشاركة المسؤولين الإعلاميين في ندوات يزيل كثيرا من حساسية النقد لدى المسؤول نفسه الذي كان ينزعج كثيرا من النقد البسيط، وأن كان صائبا.